نضال ضد الطابور الخامس و كل المتآمرين على مستقبلنا

التقى الأمين العام للجامعة العربية بنائب وزير الخارجية لمدة ساعتين هنا في مقر الوزارة وقد قام منذ قليل بمؤتمر صحفي قال فيه أنه لا يفهم لماذا تخفض حرّيستان تمثيلها الديبلوماسي في الجامعة العربية وأنه يأسف لذلك. لكنه تجنب الإشارة لتفاصيل اللقاء الذي جمعه بنائب وزير الخارجية واكتفى بالقول بأن هذا اللقاء كان أخويا ووديا. الحقيقة الكثير من الغموض لازال يحيط بهذه الزيارة وكذلك بحيثيات قرار الحكومة الحرّيستانية المفاجئ حسب المراقبين. هذا كل ما يتوفر لدينا الآن من معلومات.

في تقديري، يأتي قرار حكومة الحرّ كتأكيد لعدم ثقته في فاعلية ونجاعة الجامعة العربية كمؤسسة إقليمية. الكل يعلم أن الرئيس الحرّ قام بمحاولات عديدة لإصلاح الجامعة وكثيرا ما ظغطت الحكومة الحرّيستانية على الدول الأعضاء في اتجاه تفعيل دور هذه المنظمة على الأقل على الصعيد الإقتصادي. يبدو أن الحكومة ترغب الآن في التعامل مع الدول العربية كل على حدة بشكل براغماتي ونفعي وليس لها نية في مواصلة اعتبار الدول العربية كمجموعة يمكن التعامل معها والإنصهار فيها على أساس سياسي. ولا أعتقد أن الأمين العام للجامعة العربية قد تمكن من إقناع نائب الوزير بتغيير قرار الحكومة. فلو كان ثمة اعتبار لدور هذا الرجل لتمكن من مقابلة رئيس الجمهورية بشكل مباشر. هذا التجاهل في حد ذاته تعبير على تصميم الحكومة على قرارها.

لا، لا أعتقد ذلك. الجامعة العربية هي من تضرّر. وعلى المستوى السياسي، لحرّيستان علاقات نشطة مع كل دولة عربية على حدة. ثم لو افترضنا أن بعض الدول قد اتخذت مواقف سلبية أو عدائية تجاه حرّيستان فإن ذلك لن يدوم طويلا لاعتبارات كثيرة.

حطت الطائرة المقلة لوزير خارجية حرّيستان في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم. وبعد الزوال، التقى الوزير بنظيره الأمريكي هنا في واشنطن في لقاء مغلق دام أربعة ساعات. وفي الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي، أعلن الناطق باسم الخارجية الأمريكية عن مشروع اتفاق إقتصادي قيد الإعداد دون إعطاء المزيد من التفاصيل. في المقابل، توصلنا من مصادر ديبلوماسية مطلعة أن الإتفاقات المزمع إبرامها تهم تسهيل انتصاب الشركات الحرّيستانية والأمريكية في البلدين، إيقاف العمل بنظام التأشيرة من طرف البلدين ورفع القيود الجمركية على مراحل. وبلغنا أيضا أن الوزيرين سيكون لهما لقاء غدا يعلنون بعده عن تفاصيل الإتفاقات المبرمة أو المزمع إبرامها.
المنجي الردار، سي آن آن حرّيستان، من بهو وزارة الخارجية الأمريكية واشنطن دي سي