كنت في تدوينة سابقة بعنوان "طفولة في خطر... مستقبل بلد في خطر" عرضت مقطع فيديو انتشر في الآونة الأخيرة بشكل كبير على الفايسبوك يقوم فيه بعض الأشخاص بتقديم الخمر والتبغ لطفل يبلغ بالكاد ال
رّابعة من عمره. كتبت صحيفة أخبار الجمهورية -اليوم 12 جوان 2009- مقالا حول هذا الموضوع بعنوان "الفيديو الكارثة للمعتدين على طفل «الحديقة»: علـى الجعـة والتدخيــن أرغـمـوه وبـــــذيء الــــكـــلام لــقّنــوه!". كتب هذا المقال الصحفي محمّد الجلالي. ورغم سطحيّة المقال وضحالته إلاّ أنّني أنقله عسى أن يكون فاتحة لنقاش إعلامي جدّي حول موضوع الأخطار التي يواجهها قطاع واسع من الطفولة في بلادنا.

الفيديو الكارثة للمعتدين على طفل «الحديقة»: علـى الجعـة والتدخيــن أرغـمـوه وبـــــذيء الــــكـــلام لــقّنــوه!

كان الطفل يتجرع الجعة بصعوبة كبرى بينما كان أحد محتجزيه يقول له: «أشرب أشرب عندك كيس كامل من البيرة».سلوكات يندى لها الجبين تلك التي يأتيها البعض.. وأفعال ما أنزل اللّه بها من سلطان صارت موثقة بالصوت والصورة ومنشورة على الأنترنات.. هي أكثر من كونها انتهاكات، فهي جرائم من نوع أخر, جرائم في حق الطفولة واعتداءات صارخة على البراءة.. خلال الأسابيع الفارطة شاهدنا صورا لطفلة لم يتعد عمرها الأربع سنوات لكنها كانت تتفوه بكلام مخل للآداب وتأتي حركات دخيلة على مجتمعنا.. كل ذلك كان تحت تلقين أحد الأشخاص.. وقد نددنا على صفحات جريدتنا بهذا السلوك الذي قام به ملقن هذه الطفلة.. حيث اعترف والدها بالخطأ الذي ارتكبه أحد أصدقائه في حق ابنته.. ثم فوجئنا مرة أخرى بمقطع فيديو لطفل لم يتجاوز ربيعه الخامس كان ضحية ممارسات خطيرة أقدم عليها البعض..
حكاية هذا الفيديو ارتأينا نشرها مرفوقة بالصور علها تضع حدا لمرتكبي هذه الجرائم...

الحكاية من البداية

الطفل بسيجارة في يد وعلبة الجعة في اليد الأخرى.. يتوسل محتجزيه للتوقف عن الشرب لكنهم يأمرونه بمواصلة معاقرة الجعة ثم التدخين.. يتدخل أحدهم قائلا: «قارورة الجعة»تحت عنوان «لابد من محاكمة هذا النوع من الأشخاص» تمّ نشر الفيديو الكارثة, هذا الفيديو الذي تضمن مشاهد لطفل يحتسي الخمر بل بالأحرى أرغم على احتسائها.. حيث أجلسه بعض الأشخاص في زاوية نائية باحدى الحدائق ثم وضعوا بجانبه كيسا مملوءا بما طاب من الجعة.. كان الطفل ينظر غير مستوعب ما يجري حوله, فتح له أحدهم علبة الخمر ثم أمره باحتسائها.. استجاب الطفل للطلب وانهمك في معاقرة الجعة، لم يكتف المنحرفون بذلك بل أجبروا هذا الملاك على التدخين.. كان الطفل يتوسل محتجزيه بصوت مرتعش وعينين غلب عليهما الذهول.. وحتى يكمل هؤلاء المعتدون جريمتهم كانوا يلقنونه شتى الألفاظ البذيئة.. فيما تعالت قهقهات البعض...

رأي القانون في هذا السلوك
تمتد يد أحد الموجودين لتضع سيجارة بين شفتي الطفل.. ثم تقوم باشعال السيجارة.. يعجز الطفل عن التنفس.. فيقوم أحدهم باشعالها ثم يمدها له وسط قهقهات متتالية..ولأن ما اقترفه هؤلاء الأنفار لا يمكن تجاهله أو السكوت عنه فقد اتصلنا بالأستاذ والمحامي عصام الحمدوني لمعرفة ما ينتظرهم جرّاء اعتدائهم الخطير على الطفولة فأكد لنا أن المشرع التونسي مكّن مندوب حماية الطفولة من التدخل الوقائي في جميع الحالات التي يكون فيها الطفل مهددا.. كما حمّل كل شخص واجب الإشعار بوجود حالات تهديد للطفل.. أما بالنسبة للأفعال الظاهرة في الشريط فقد ذكر لنا الأستاذ الحمدوني أنها تدخل تحت طائلة استغلال الطفولة بتحريض هذا الطفل على التفوّه بالكلام البذيء وتعاطي الخمر والتدخين ـ وهذه سلوكات تندرج ضمن خانة العنف اللفظي وسوء المعاملة.. ولأن مسؤولية ما تعرض له هذا الطفل يتحملها أكثر من طرف فإنّ الفصلين 22 و23 من مجلة الطفل قد حرّما ترك الطفل دون رعاية واتيان أي عمل ينبني على القساوة مما يؤثر على توازن الطفل العاطفي والنفسي حيث لا يتحمل الأبوان فقط المسؤولية في الرعاية.. بل هناك عناصر أخرى كالمحاضن أو المتعهد بالرعاية...
محمّد الجلالي
المصدر
أرشيف

ومن جهتنا نشكر صحيفة أخبار الجمهورية على هذه اللفتة الكريمة والعناية الموصولة ونثمّن تنازلها عن ربع صفحة كان بإمكانها استغلالها في الإعلان للدجّالين والمشعوذين أو كشف الخونة وتعرية أعداء الوطن من الزنادقة والمارقين. وإنّنا إذ نشيد بهذه المبادرة اللطيفة التي تندرج في إطار رؤية شاملة ومقاربة استشرافية لموضوع الطفولة في تونس وتسعى لتكريس مبادىء فلسفة حماية الطفل وحقوقه من خلال منظومة حقوق الإنسان المتكاملة التي يتمتّع بها الإنسان التونسي منذ عقود طويلة، فإنّنا نرى -وربما نكون على خطأ والله أعلم- أنّ المزيد من المجهود الإعلامي لا يزال مطلوبا للتناول الجدّي لهذا الموضوع. ونهيب بهذه المناسبة بكل وسائل الإعلام التونسية الصفراء والبيضاء والزرقاء وحتى القزورديّة بأخذ المثال على صحيفة أخبار الجمهورية التي تمكّنت "وبشجاعة غير مسبوقة من تناول موضوع من أمّهات التابوهات" في تونس فألف شكر لها ولكل العاملين فيها من صحفيّين وتقنيّين ومحرّرين ومحلّلين ومديرين وعملة وناسخين وطابعين وساحبين وحرّاس وحتى منظّفين .. والتوسّعية من التوسّع والإمبرياليّة من الأمبرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبت هذا النص: عبرات، ألم و أمل في الجمعة، جوان 12، 2009

0 تعليقات

الحرب الإفتراضية على الإسلاموفوبيا

وكالة أنباء الحرافيش


حرب الحرافيش على شهر رمضان المعظّم: حرفوش برلين الملقّب ب"الفنان" يشوّه مقالا مسروقا ليدعم ما يقول عنه أنّ "فريضة الصيام تزيد في ارتكاب الجرائم لدى المسلمين" | محبوبة غايت: الحرفوش الجنّي يعلن النصر من طرف واحد على من وصفهم بالأطراف الظلامية وأعداء الحياة | جبهة الإعتلال: إختلاق أخبار تقول بإمكانية العودة إلى نظام تعدد الزوجات في بلد الياسمين | حملة الحرافيش على الحجاب: الحرفوش الغبيّ ينشر رسالة منقولة عن أحد رموز الصف الثاني للطابور الخامس تحذّر من انتشار الحجاب على الشواطىء ويطالب بمنع ما وصفته الرسالة بزيّ البؤس والحزن والموت ورمز الفراغ والقبح والتوحّش | مواقف الحرافيش: الحرفوش الفيّاش يصدر بيانا يدين فيه من أسماهم بجماعة "عمّار الأخضر" ويطالبهم بالإعتراف ببطولاته وأمجاده في الدفاع عمّا وصفه بحرّية التعبير ويذكر أنّ هذا البيان قد لاقى صدى واسعا لدى الحرافيش وجبهة الإعتلال حيث أعلن عدد كبير منهم دعمهم لما جاء في البيان ولحرّية الفيّاش الفكرية | إعلانات متفرّقة - شراء: أعلن الحرفوش الهالك عن صدور كتاب له ودعى كل المدوّنين إلى شرائه عبر النت | إعلانات متفرّقة - كراء: أعلن حرفوش برلين عن بتّة عموميّة لكراء عقار على ملكه كان يستغلّه كمصبّ للفضلات | شؤون المرأة: أصدر الحرفوش الغبيّ بيانا موقّع من طرف جماعة غير معروفة يعلن فيه كفره وتمرّده على ما أسماه ب"دولة الذكور" | أدب الحرافيش: حرفوش التراث يصدر معلّقة بذيئة في هجاء "مدوّني البترودولار"

أرشيف الموقع

مدوّنتنا على الفايسبوك

زوّارنا