انطلق في تدوينة سابقة نقاش عفوي بين الأخ فوزي والأخ سفيان (هنا). حيث أنّ الأوّل يعتقد أنّ أخطاء بورقيبة أكبر وأخطر من أخطاء القذافي في حين يقول الثاني العكس. في رأيي كلاهما مصيب وكلاهما مخطئ في آن واحد لاعتبارات عديدة سأحاول تلخيصها قدر الإمكان في النقاط التالية:

1- بورقيبة والعقيدة:

من جهة أولى، يعتبر الحبيب بورقيبة شخصيّة مركّبة ومعقدة ولا أعتقد أنّه بالإمكان الجزم له بموقف واضح تجاه العقيدة. المؤكّد أنّ دهائه السياسي -النادر في عالمنا العربي- جعله عموما في كرّ وفرّ مع رجال الدين المحافظين. لو قرأنا الجزء اليسير المتوفّر من سيرة الرجل وهو على رأس الدولة التونسية الناشئة سنرى -أو على الأقلّ هذا ما توصّلت إليه- أنّ همّه الأوحد كان إسقاط نموذج حضاري غربي على تونس. عمل على ذلك لسنوات طويلة دخل خلالها في مواجهة مع رجال الدين حينا (مثلا قانون الأحوال الشخصية، إفطار رمضان، ...) وتحالف معهم -أو على الأقلّ سايرهم- ولو بشكل غير مباشر في أحيان أخرى. وهذا العمل كان بغاية التحديث وذلك لانبهاره الشديد بتطوّر فرنسا خصوصا وأوروبا عموما. إذن فتحديث البلاد كغاية أمر يُحسب له ولو لم تحظى الوسيلة لذلك بالترحيب والإجماع. لابدّ أيضا من الإشارة إلى دور الحاشية المحيطة به ووزرائه وغيرهم ممّن كان لهم دور في رسم السياسات وتنفيذها. وبقطع النّظر عمّا إذا كانت هذه السياسات (كتحديد النسل، قانون الحجاب وغيرها) مصيبة أو خاطئة وبقطع النظر عمّا إذا كان النموذج "العلماني" الذي أراد بورقيبة استيراده بغاية تحديث البلاد مناسب أم لا فالمؤكّد أنّ علاقة الرجل بالموروث العربي الاسلامي في إطاره التونسي لم تكن في غاية السّوء كما لم تكن أيضا في غاية الإنسجام. كانت ببساطة علاقة براغماتية بحتة. ما نتج عن هذه العلاقة من سياسات وبرامج كان له دور في تغيير القاعدة العقدية للمجتمع التونسي حيث وصل الأمر عبر تراكمه لعقود طويلة، إلى حد الحديث مثلا عن "إسلام تونسي"! لكن من جهة أخرى ليس من الصّحة تحميل بورقيبة وسياساته "المعادية" -حسب البعض- للدين الإسلامي، وزر كل هذا التغيير في عقائد وأخلاقيات وذهنية وحتى رؤية المجتمع التونسي لهويّته. لا يجب إغفال المدّ اليساري المتطرّف والحركات الشيوعية والإشتراكية التي أخذت في الظهور كالفطر السّام في تونس منذ بداية عقد الستينات (ومحمد الشرفي كان أحد أعلامها البارزين). وقد دخلت هذه الحركات الإستئصالية في أغلبها، في وقت ما في صراع على السلطة مع بورقيبة. ولا يجب نسيان أنّ مثل هذه الحركات كانت مُحتَضَنة أو على الأقلّ متأثّرة بقوى خارجية معروفة في ذلك الوقت. لا يجب كذلك إغفال الغزو الثقافي الذي مرّ إلى سرعات خياليّة منذ بداية التسعينات خصوصا مع ظهور وسائل الإتصال الحديثة وانبلاج عصر السماوات المفتوحة. ولا يجب تجاهل عوامل أخرى كثيرة سابقة ولاحقة ولا تخفى على القارئ كان لها أثر مباشر في ما يحصل. النتائج التي نراها اليوم من تفسّخ وانحلال وضبابية الهويّة ومظاهر تطبيع مع ظواهر لا تمتّ لواقعنا ولا لموروثنا بأيّ صلة هي نتيجة تراكم الكثير من الأشياء بعضها كان من مخلّفات عهد الاستعمار وبعضها الآخر بدأ مع الاستقلال وبعضها الآخر حديث جدّا. مثل هذه النتائج نراها ولو بأقلّ حدّة في مجتمعات شبيهة وقريبة منّا. وهذا معناه أنّ سياسات بورقيبة ليست الوحيدة الملامة وإن كانت سببا في تسريع ما آل إليه وضع المجتمع التونسي.
في رأيي، بورقيبة كانت له مناقب كثيرة مقارنة بالحكام العرب سواء في عصره أو لاحقا. وأعتقد أنّ أهم منجزاته كانت محاولته النهوض بالمرأة وبالتعليم. ورغم أنّ هذه المحاولات -في تقديري- فشلت إلاّ أنّها تعتبر ثورية في عالم عربي وضعيّة المرأة فيه لازالت كارثية وأكثر من ثلثي سكّانه أميّون. أمّا من يقدّسون هذا الرجل فهؤلاء هم "المهزمون". إنّهم يقدّسون صنما عبدوه حيّا خوفا أو/و طمعا ويعبدونه ميّتا تملّقا وانتهازية. هؤلاء كمن عبد ويعبد جمال عبد الناصر وصدام حسين وغيرهم من جهابذة الديكتاتورية في وطن عربي طغت عليه الهزيمة والجهل والخذلان. لكنني متأكّدة أنّ كلّ الأصنام ستكسر يوما ما. وسيذهب معها كلّ الذين يقتاتون على الجثث العفنة وما لفظه التاريخ من غريب وعقيم الايديولوجيّات. يبقى السؤال المؤلم: متى؟

2- القذافي والعصبيّة القبليّة الجاهليّة:
في رأيي، لو كان هناك جائزة نوبل للغباء فلن يستحقّها إلاّ الملك الإفريقي والقائد العربي وحديثا "إمام المسلمين". لن أطنب في الحديث عن هذا الرجل لأنّه لا يستحقّ الاهتمام أصلا. يكفي أن تشاهد بعضا من تصريحاته وخطبه (مثلا حول التعليم هنا) وتقرأ عن بعض فضائحه حتى تكون لك فكرة جيّدة حول أحد الأصنام الأزلية إفريقيا وعربيا.
ببساطة شديدة، ليس ثمّة وجه مقارنة بين رجل القانون الذي نهل من فلسفة التنوير وحارب من أجل الإستقلال (رغم كلّ الاختلافات الممكنة معه ومع سياساته كرئيس للدولة) مع عسكري قدم إلى السلطة عبر انقلاب ويدير بلده كقبيلة بدائية. إنّني كثيرا ما أتساءل كيف يكون حال الشقيقة ليبيا لو لم يكن لها نفط؟

أخيرا، شكرا للإخوة فوزي وسفيان على هذا الحوار الهادئ والثري.

كتبت هذا النص: عبرات، ألم و أمل في الأربعاء، ماي 06، 2009

12 تعليقات

  1. Monsieur Untel يقول:
  2. Cette note est biaisée a priori car il n'y a aucune comparaison possible entre Bourguiba et Kadhafi !! : d'un côté vous avez un véritable homme d'Etat porteur d'une vision et de l'autre un pseudo-révolutionnaire à deux sous qui a écrit une histoire ridicule à dormir debout et l'a appelée Le livre vert. Toutes comparaison entre ces deux personnages n'a aucun sens !

     
  3. faouzi يقول:
  4. السلام عليكم

    مسالة تقييم بورقيبة يجب تناولها من خلال أبعاد عديدة، لعل منها: البعد الكمي، ثم بعد القدرة الكامنة للتأثير، ثم بعد الظرف الزماني

    فالأفعال لا يحكم عليها من خلال كثرتها وهي الكم فقط، فرب فعل صغير اكثر تاثير من أفعال كثيرة مجتمعة، وفي هذا الباب حكمك صحيح حول عدم تحميل بورقيبة لوحده وزر حالنا البائس الآن، فبورقيبة ليس المساهم الوحيد في مسار تغريب تونس وضرب هويتها، اذن من الناحية الكمية فان بورقيبة قد يكون متساويا بل ولعله اقل من بعض الآخرين الذين عملوا على ضرب هوية تونس.

    لكن هناك بعد آخر لا يقل أهمية عن البعد الكمي، وهو بعد القدرة الكامنة لاحداث التاثير حين اتيان الفعل، فليس كل فعل يحدث أثرا، وليست كل الأفعال المتشابهة متساوية الأثر، اذ الاثر شيئ اخر غير الفعل ذاته، والأثر نتاج عوامل عديدة منها شخصية القائم بالفعل، ولما كان بورقيبة باعتباره اول رئيس لتونس، واعتبارا لعوامل تاريخية معينة، اجدر ان يحدث تاثيرا لدى الناس ويمرر برامجه فان توجهاته ستكون اكثر اثرا من غيرها من تلك التي قد ياتيها احدهم من بعده، واذن ففي هذا البعد الثاني فان بورقيبة لايكاد يعادله احد في إمضاء برامجه التي اخضع التونسيين لها.

    البعد الثالث، هو الظروف التاريخية التي تحيط بتنزيل البرامج، وهي عوامل تاثر في تاكيد الافعال او تحد منها، ولما كان بورقيبة تواجد في ظرف تأسيس دولة بما يعنى ذلك من ظروف استثنائية تحيط بتأسيس الكيانات عادة، مع مايستتبعها عموما من تكاتف الناس حول القائد، فان افعاله (بورقيبة) ستكون من حيث وجودها في ذلك الظرف، مدعاة للقبول، أكثر من غيره ممن قد يتواجد في زمن اخر.

    واعتبار لهذه الأبعاد الثلاثة، ارى ان بورقيبة أكثر الناس تاثيرا في ماحل بالتونسيين، لانه المؤسس لطريق الانحدار الذي سلكته تونس.

    ثم ان هنا نقطة اخرى، وهي اني لا اتفق معك حول تمجيدك لما تسمينه فكر الانوار الذي يقصد به الفكر الغربي عموما والفرنسي تحديدا، واي انوار هذه التي اباحت لنفسها استعباد البشرية وتقتيلها واستغلال خيراتها، بل اي انوار اصلا تلك الافكار التي نادت بالالحاد والعلمانية، ثم انه يفترض ان مثل هذه الافكار محسوم امرها منذ مدد طويلة.

    مسالة ان بورقيبة حرر المراة، هذه ايضا من الكلام الدعائي الفضفاض، اذ ما معنى تحرير المراة اصلا، تحرير من ماذا، ثم ان وجود مايسمى قضية المراة هي اساسا نظرة عنصرية ذات منشا غربي، اذا كان المقصود بتحرير المراة الرفع من مستوى الوعي لديها، فان الرجل والمراة على السواء في حاجة لذلك المجهود التوعوي، ولما كانت المجهودات متجهة نحو طرف دون اخر، فان الامر يؤول لعمل مشبوه لتفكيك الاسرة خاصة اذا ماتزامن مع تاطير في خلفية فكرية غربية، وهو ماتم فعلا بتونس، ولكن الغريب انه رغم وضوح المالات الكارثية لمسار هذا التفكيك ببلادنا لازلت تجد من يردد المصطلحات التي كانت حمالة لمجهودات التفكيك تلك، من مثل القول بحرية المراة.
    نحن في حاجة لتحرير الرجل والمراة والاسرة والمجتمع كله، من الجاهلية التي يعيشها ومن استعباد المادة ومن استعباد القيم الغربية، نحن في حاجة للتحرر من الخضوع للقيم الغربية والافكار التغريبية التي تشكل اذهانا ، ومنها التحرر من تاثيرات مصطلح تحرير المراة ذاته، هذه حاجتنا للتحرير، تستوي فيها المراة والرجل.

    موضوع القذافي، هذه مسالة اخرى، ولكني لا اتفق معك في اعتبار لب مشكلته هي ماتسمينه الغباء، لان الموضوع ليس قدرات ذهنية وبراعة شخصية للافراد حتى يحاكموا من خلال ذكائهم وغبائهم، وانم يهمنا توجهاتهم الفكرية،اما تنزيل البرامج الذي ينظر فيه للكفاءات الشخصية العملية ومنها الذكاء والغباء، فهو لن يكون عادة من فعل الشخص ذاته، ولما كانت الامور كذلك فان الذكاء والغباء لا دخل له بالمسالة، وكم من غبي حكم وافاد شعبه وكم من ذكي اضر بشعبه.

     
  5. مرحبا مناضل قديم:
    أوافقك الرأي في أنه ليست ثمّة أوجه شبه بين الرجلين.
    ملاحظة عابرة: يقال والله أعلم أنّ كاتب الكتاب الأخضر ليس القذافي وإنّما أحد الكتاب التونسيين. أنقل هذه المعلومة بكل احتراز لأنه ليس لديّ إثباتات وإن كنت سمعتها عديد المرّات وفي مناسبات متعدّدة.
    شكرا لتعليقك ولمرورك.

     
  6. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخ فوزي:
    مرحبا بك وشكرا لتفاعلك مع كتاباتي.

    >>> "مسالة تقييم بورقيبة (...) واعتبار لهذه الأبعاد الثلاثة، ارى ان بورقيبة أكثر الناس تاثيرا في ماحل بالتونسيين، لانه المؤسس لطريق الانحدار الذي سلكته تونس."

    أوافقك على عموم ما جاء في تحليلك هذا. ولقد ذكرت بعضا منه في تدوينتي.

    >>> "ثم ان هنا نقطة اخرى، وهي اني لا اتفق معك حول تمجيدك لما تسمينه فكر الانوار الذي يقصد به الفكر الغربي عموما والفرنسي تحديدا، واي انوار هذه التي اباحت لنفسها استعباد البشرية وتقتيلها واستغلال خيراتها، بل اي انوار اصلا تلك الافكار التي نادت بالالحاد والعلمانية، ثم انه يفترض ان مثل هذه الافكار محسوم امرها منذ مدد طويلة."

    سيدي، أنا أعقل من أمجد أشياء لا تستحق التمجيد. لكن لا بد من النظر إلى الأمور بعقلانية. فكر الأنوار الذي أدى بشكل مباشر إلى الثورة الفرنسية بقي فكرا نظريا، حبرا على ورق. أوافقك على هذه الفكرة ولقد ذكرت ذلك في تدوينة "لغتنا عماد هويتنا" عندما قلت ما يلي:

    "لا ألوم ديبلوماسيّة دولة بنيت على جماجم فقراء إفريقيا وترعرعت وكبرت على مصّ دماء شعوب مستعمراتها السابقة واللاحقة فماهي إلاّ قوّة تحنّ إلى ماضيها الإستعماري القبيح. ولكن اللّوم يقع على من يطبّل ويزمّر ويسبّح بحمد ديمقراطيّة بلا أخلاق وفلسفة تنوير وعدل ومساواة لم تغادر صفحات الكتب وحضارة لم تفرض نفسها سوى بقوّة أساطيلها."

    لكن ألا يطبق فكر الأنوار فهذا لا يعني أنه فكر سيء أو غير قابل للتطبيق. كل ما في الأمر هو أن تطور أنظمة الحكم الغربية لم يسمح بتطبيق ذلك الفكر الذي ينشد العدالة والمساواة والإخاء والديمقراطية المطلقة وغيرها. لا بأس أن نعترف لذلك الفكر بمناقبه وحسناته كما اعترف المسلمون الأوائل للفكر الإغريقي بتقدمه. لكن يجب فقط التفريق بين الفكر كنسق نظري وبين الممارسة كتطبيق.
    مشكلتنا اليوم أن البعض يحاول عمدا أن يوهمنا أن الديمقراطية الغربية في نماذجها الحالية هي سليلة ذلك الفكر. وهذا غير صحيح!

    >>> "مسالة ان بورقيبة حرر المراة، (...) هذه حاجتنا للتحرير، تستوي فيها المراة والرجل."

    سيدي، لم أقل أن بورقيبة حرر المرأة. لقد قلت "وأعتقد أنّ أهم منجزاته كانت محاولته النهوض بالمرأة وبالتعليم. ورغم أنّ هذه المحاولات -في تقديري- فشلت إلاّ أنّها تعتبر ثورية في عالم عربي وضعيّة المرأة فيه لازالت كارثية وأكثر من ثلثي سكّانه أميّون.". ولا يجب أن ننسى أنه في ذلك العهد, كانت المرأة مضطهدة بسبب الجهل والأمية. فلم يكن يسمح لها بالتعليم أو العمل أو غيره. المجتمع لا يقوم بدون مساواة بين المرأة والرجل. هذا مؤكد. متى ما امتهنت كرامة أحدهما إلا واختلت الموازين. لقد حاول بورقيبة أن يعطي للمرأة التونسية حقوقا لم تكن تتمتع بها في ذلك الوقت. هذا أمر يحسب له. لو لم يكن من حق المرأة التعلم ما وجدت اليوم جامعاتنا تعج بالإناث.
    لكن ما حدث هو أن الأمور لم تكن مؤطرة بشكل جيد زد على ذلك الغزو الثقافي والظروف الاقتصادية ومؤامرات بعض الأطراف الانتهازية وغيرها. كل هذه الأمور وغيرها هزت مفهوم العائلة. ومن هناك بدأ الخلل إن لم أقل الشرخ في البناء الإجتماعي. هذه الأمور ليست مسؤولية بورقيبة لوحده. وإنما كذلك مسؤولية الكثيرين ممن عاصروه وخلفوه.
    "تحرير المرأة" ليس مؤامرة غربية وإن كان شعارا يرفع لمحاربة الاسلام بدعوى أنه دين يضطهد المرأة. يجب أن نكون واقعيين. وضعية المرأة في العالم العربي كارثية بكل ما في الكلمة من معنى. ليس بسبب الإسلام ولكن بسبب التأويل الخاطئ له حينا والجهل والأمية أحيانا أخرى.

    >>> "نحن في حاجة لتحرير الرجل والمراة والاسرة والمجتمع كله، من الجاهلية التي يعيشها ومن استعباد المادة ومن استعباد القيم الغربية، نحن في حاجة للتحرر من الخضوع للقيم الغربية والافكار التغريبية التي تشكل اذهانا ، ومنها التحرر من تاثيرات مصطلح تحرير المراة ذاته، هذه حاجتنا للتحرير، تستوي فيها المراة والرجل."

    أوافقك الرأي. بدون هوية وطنية حقيقية ورجوع للأصل وأخذ بالعلوم والتقنيات وبناء نظام يقوم على العدالة والحرية والمواطنة فلن نستطيع التقدم بالشكل المطلوب. كل يوم تغرب شمسه دون أن نتحرك في هذا الاتجاه هو خسارة لنا جميعا وخسارة أكبر لأولادنا.

    >>> "موضوع القذافي، (...)"

    ما أعنيه بالغباء ليس المعنى الموجود في المعجم وإنما أقصد "ضيق الأفق والارتجال والديكتاتورية وقلة العلم". نموذج القذافي سيكون واحدا من أسوأ ما أنتج العرب خلال تاريخهم. وآمل ألا تنتقل عدوى "غبائه" إلى ما بعد حدوده!

    شكرا لك ومرحبا بك دوما.

     
  7. Ignescence يقول:
  8. "وبقطع النّظر عمّا إذا كانت هذه السياسات (كتحديد النسل، قانون الحجاب وغيرها) مصيبة أو خاطئة"

    Va te faire soigner, tu oses considérer le programme de contrôle de naissance comme étant une catastrophe ou erreur! T'es sur que t'as ben et bien une cervelle? j'en doute, moi, en tout cas

     
  9. Unknown يقول:
  10. أولا أنا لا أقدّس بورقيبة، أنا قارنت ما بين بورقيبة و قذافي.

    لمّا نرجع إلى الستّينيات نجد أن بورقيبة كانت له أفكار و إقتراحات و مبادرات.

    فماذا كان للأخرين؟ ديماغوجيات و تجغجيغ؟ لا نستطيع تنمية شعب و بلد متخلّف بالديماغوجية و التجغجيغ. سوى كانت ماركسية أو دينية أو قومية.

    في الستينيات، الشعب كان جائع و جاهل، و كانت لنا العديد من الممارسات و الإعتقادات المتخلّفة.
    بورقيبة عمل على التخلّص من ذلك.

    و حاجة أخرى، في ذلك الوقت كان الشعب بنفسه متعطّش إلى التغيير في جميع النواحي. حتّى فيما يخص رمضان. بورقيبة حارب عقلية الكسل التي نتتشر في شهر رمضان تحت شعار "حشيشة رمضان".

    فيما يخص الإسلام التونسي و تحرير المرأة. أولا الإسلام له عديد المذاهب. الزيتونة إتبعت منذ الأول المذهب المالكي و مازالت على المذهب المالكي مع بعض التحويرات و الإجتهادات. و أنا أومن بوجود خصوصيات تونسية فيما يخص الإسلام.

    فيما يخص المرأة، فإن المذهب الحنفي هو أول مذهب إسلامي دافع على المرأة و حقوقها. فهل كان الإمام أبو حنيفة النعمان إماما تغريبيا؟

    أنا لم أفهم لماذا نسمّي تحرير المرأة و حقوق المرأة تغريب؟ و لماذا نسمّي كل ما فعله بورقيبة تغريب؟

    فهل دراسة الرياضيات و الفيزياء باللغة الفرنسية تغريب؟

    حتى محمود المسعدي، الذي يبقى من أكبر المفكّرين في الأدب العربي و الإسلامي، دافع على هذه الإتجاهات.

    و لا يجوز اليوم محاسبة بورقيبة على أفعال القزوردي و بعض أغبياء اليسار و على رأسهم محمد الشرفي. و خاصّة تخربيقهم في أوائل التسعينيات فيما يخص التعليم و الإعلام و الثقافة و غير ذلك.

    فثقافة الميوعة و الإنحلال الأخلاقي التي إنتشرت في البلاد هي من تحت رأس يسارنا الغبي.

    بورقيبة أراد مرأة حرّة و ناشطة و ذكية.

    أغبياء اليسار يسعون إلى تحويل المرأة إلى مجرّد مومس و بإسم حرّيتها و حقوقها أيضا.

    فيما يخص التقديس. فإن كان ضروريا، فأنا أخيّر تقديس بورقيبة على تقديس محمد الشرفي، لعنه الله هو و أنصاره، أمين يا رب العالمين.

    تحيّاتي.

     
  11. Ignescence:
    وأنا بدوري أقترح عليك القيام ببعض دروس التقوية في اللغة العربية لأنّ مستواك ليس يبدو ولكن مؤكد يسبّب الإشفاق!

     
  12. faouzi يقول:
  13. السيد سفيان السلام عليكم

    فهم خطورة مصطلح تحرير المراة الذي قدم لنا على انه مسلّم لا جدال فيه، تبدأ من خلال اعادة النظر في جدوى هذا المصطلح اصلا، ساعتها سترى انك بدات تتحرر من زاوية نظر الزمتنا بها وسائل غسيل المخ حين تناول المسائل والحكم على الاشياء، لان المصطلحات تحمل عادة قيم الذي انتجها اضافة للمعنى الذي تقدمه، فها انك مثلا تنظر لتاريخنا بمنظار تحرير المراة وتقول ان هذا المذهب الاسلامي حرر المراة والاخر اقل تحررا وغير ذلك، هذه نظرة توقع في اسر النمط الفكري الذي انتج المفاهيم، انها نظرة لقيمك من خلال ادوات حكم غربية تنبني على قضايا مفتعلة، انها نظرة لقيمك من خلال مدى توافقها مع القضايا التي طرحها الغرب، وسينتج عن ذلك بالضرورة عدم توافق مبادئك مع تلك القضايا، وسينتهي بك الحال لرفض مبادئك (الاسلام) لانه سيبدو لك غير متوافق مع منهج الحكم الذي سقت اليه وتشبعت به، هذه بعجالة بعض اساليب الغزو الثقافي.

    التحرر يجب ان يتم من خلال التحرر من اسر المفهوم، من ذلك انه يجب اعادة النظر في جدوى مصطلح تحرير المراة، قضايانا التي تتعلق بالمراة والاسرة يجب ان نعبر عنها بمصطلحات من لدينا.

    المشكل توجد في الخلفية الفكرية التي اوجدت قضية اسمها تحرير المراة، وفي الافكار التي تقف خلفية لمجمل البرامج التي يقع تقديمها كمحررة للمراة

    الموضع ليس دفاعا عن المرأة من عدمه، الموضوع هو في جدوى ايجاد مثل هذه القضايا المفتعلة، لانها كانت ولازالت ادوات ومداخل لتمرير مشاريع تفكيك الاسرة

    الاسلام كله وليس المذهب الحنفي كما تقول، دافع عن المرأة ولكنه دافع بالتوازي عن الرجل وعن الاسرة، بمعنى دافع عن الانسان، انه دفاع مرتكز على ابعاد اخرى غير الابعاد التي ترتكز عليها المفاهيم الغربية.
    دفاع الاسلام عن المراة دفاع كامل شامل يحفظ حقوقها من دون ان يبخس حقوق الرجل و الاسرة والطفل، الاسلام يقدم منظومة شاملة ترتكز الافضلية فيها على تقوى الله والمبادئ، وليست الكسب والحق المادي، وهذا مايجعل النظرة الاسلامية اشمل واكثر قدرة على المحافظة على المجتمع ككل.

    ومن هنا واجابة على تساؤلك حول معنى التغريب، اقول أن التغريب هو مجموع المجهودات التي تعمل على الترويج للنمط الثقافي والفكري الغربي بين التونسيين، ويتم ذلك من خلال وسائل التعليم والتثقيف والاقتصاد وغيرها

     
  14. أخ سفيان:
    مرحبا بك مجددا.

    >>> "أولا أنا لا أقدّس بورقيبة، أنا قارنت ما بين بورقيبة و قذافي."

    كلامي على من يقدّسون بورقيبة لا أقصدك به وإنّما أقصد به من تسمّيهم أنت ب"القوش كافيار" :)) وأسمّيهم أنا الإستئصاليين (دون الإشارة إلى يمين أو يسار).

    >>>"في الستينيات، الشعب كان جائع و جاهل، و كانت لنا العديد من الممارسات و الإعتقادات المتخلّفة.
    بورقيبة عمل على التخلّص من ذلك."

    لم أنكر على الرّجل ما أنجزه أو حاول إنجازه خصوصا في بداية عهده. بل على العكس حاولت أن أعطيه ما يستحقّه.

    >>>"فهل دراسة الرياضيات و الفيزياء باللغة الفرنسية تغريب؟"

    موضوع جدير بالنقاش.

    >>>"و لا يجوز اليوم محاسبة بورقيبة على أفعال القزوردي و بعض أغبياء اليسار و على رأسهم محمد الشرفي. و خاصّة تخربيقهم في أوائل التسعينيات فيما يخص التعليم و الإعلام و الثقافة و غير ذلك."

    أوافقك الرأي تماما.

    >>>"أغبياء اليسار يسعون إلى تحويل المرأة إلى مجرّد مومس و بإسم حرّيتها و حقوقها أيضا."

    وللأسف الشديد قد حقّقوا ما يبتغون وهم الآن يشربون نخب إنجازاتهم "العظيمة".

    >>>"فيما يخص التقديس. فإن كان ضروريا، فأنا أخيّر تقديس بورقيبة على تقديس محمد الشرفي، لعنه الله هو و أنصاره، أمين يا رب العالمين."

    لقد مات كلا الرّجلين ولا نملك سوى تذكّرهم بحسناتهم. لا يجوز لعن الموتى أخ سفيان.
    شكرا لتعاليقك ومرورك.

     
  15. Unknown يقول:
  16. " لا يجوز لعن الموتى أخ سفيان"

    لم أكن أعرف! فأنا متخرّج من كلية الشرفي للغباء و النفاق تحت راية الإنسانية.

     
  17. faouzi يقول:
  18. السلام عليكم

    لي اضافة صغيرة ولكن مهمة حول ذكر محمود المسعدي الذي يعتبره البعض مفكرا مسلما ذا شان كما قال السيد سفيان

    ارى ان المسعدي ليس كما صور وقدم اعلاميا، او بمعنى اخر هو مفكر هام لانه روج لافكار فلسفية غربية ترتكز على الشك وتدعو من طرف خفي نحو رفض العقائد وضمنيا الاسلام، يمعنى هو مفكر هام لانه كان تلميذا ممتازا في الترويج للاطروحات الفكرية الغربية، والا فاننا لو حاولنا التخلص من تاثير وسائل التثقيف التي روجت لللمسعدي فسنجده لايستحق كل ماوصف به، وسينتهي به الحال لمجرد كاتب له بعض من مواهب كالكثيرين غيره فحسب.


    وغاية مايمكن وصف المسعدي به انه كاتب فلسفي معتبر، اما محتوى كتاباته وتوجهاتها ومقاصدها وخلفياتها، فهذه التي يجب تناولها والحكم على الرجل من خلالها.

    لايفهم باي حال كيف يوصف المسعدي بالمفكر المسلم، الا ان يكون الامر يدور حول الاسلام على النمط الذي يروجه جماعات اليسار، والذي يقصدون به الطقوس والشعائر التي لاتكاد تجاوز اساطير بعض القبائل باحدى الادغال

    هل دافع المسعدي على الاطروحات الاسلامية، هل قام بتبني الخلفية الاسلامية في كتاباته، انه مجرد مقلد ممتاز لبعض الافكار الفلسفية الغربية، ولذلك وقع الاعلاء من شانه اعلاميا

     
  19. Unknown يقول:
  20. ردّا على تعاليق فوزي، بصراحة أنا لست إختصاصيّا في الأمور الإيديولجية و الأدبية و الدينية.

    لكن أنا متأكّد أن بورقيبة و محمود المسعدي و بالرغم من علمانيتهم و تأثّرهم بالغرب، لم يكونو أعداء للدين الإسلامي. فهم إجتهدو للنهوض بالمجتمع و بالبلاد لا غير. و لقد كان ذلك هو هدفهم الأول و الأخير.

    الأعداء الحقيقيون للإسلام في تونس هم العديد من الجراثيم اليسارية. جراثيم شربو الماركسية و ما يشابهها من فلسفة بالمقلوب. فأصبحو كلاب نازيين، قلوبهم ممتلئة بالكره و الحقد لكل ما له صلة بالإسلام كدين. و هم لا يحترمون إلا بعضهم البعض، و يحتقرون الأخرين.

    و هذا الشئ معروف، و بورقيبة بنفسه كان يحتقرهم و يقول فيهم أنهم جراثيم و ليست لهم أيّة أهمية بما فيهم محمد الشرفي و أتباعه.

    Des microbes sans aucune espece d'importance

     

الحرب الإفتراضية على الإسلاموفوبيا

وكالة أنباء الحرافيش


حرب الحرافيش على شهر رمضان المعظّم: حرفوش برلين الملقّب ب"الفنان" يشوّه مقالا مسروقا ليدعم ما يقول عنه أنّ "فريضة الصيام تزيد في ارتكاب الجرائم لدى المسلمين" | محبوبة غايت: الحرفوش الجنّي يعلن النصر من طرف واحد على من وصفهم بالأطراف الظلامية وأعداء الحياة | جبهة الإعتلال: إختلاق أخبار تقول بإمكانية العودة إلى نظام تعدد الزوجات في بلد الياسمين | حملة الحرافيش على الحجاب: الحرفوش الغبيّ ينشر رسالة منقولة عن أحد رموز الصف الثاني للطابور الخامس تحذّر من انتشار الحجاب على الشواطىء ويطالب بمنع ما وصفته الرسالة بزيّ البؤس والحزن والموت ورمز الفراغ والقبح والتوحّش | مواقف الحرافيش: الحرفوش الفيّاش يصدر بيانا يدين فيه من أسماهم بجماعة "عمّار الأخضر" ويطالبهم بالإعتراف ببطولاته وأمجاده في الدفاع عمّا وصفه بحرّية التعبير ويذكر أنّ هذا البيان قد لاقى صدى واسعا لدى الحرافيش وجبهة الإعتلال حيث أعلن عدد كبير منهم دعمهم لما جاء في البيان ولحرّية الفيّاش الفكرية | إعلانات متفرّقة - شراء: أعلن الحرفوش الهالك عن صدور كتاب له ودعى كل المدوّنين إلى شرائه عبر النت | إعلانات متفرّقة - كراء: أعلن حرفوش برلين عن بتّة عموميّة لكراء عقار على ملكه كان يستغلّه كمصبّ للفضلات | شؤون المرأة: أصدر الحرفوش الغبيّ بيانا موقّع من طرف جماعة غير معروفة يعلن فيه كفره وتمرّده على ما أسماه ب"دولة الذكور" | أدب الحرافيش: حرفوش التراث يصدر معلّقة بذيئة في هجاء "مدوّني البترودولار"

أرشيف الموقع

مدوّنتنا على الفايسبوك

زوّارنا