تشهد فرنسا هذه الأيّام الحملة الانتخابية على المستوى الأوروبّي وفي هذا السياق قدّم الحزب الفرنسي المعادي للصهيونية والذي يضمّ شخصيّات معروفة كالكوميدي ديودوناي والكاتب ألان صورال، قائمة يرشّحها لانتخابات السابع من يونيو القادم. وفي هذا الإطار، جنّد اللّوبي الصهيوني كلّ طاقاته ولعب على أوتار علاقاته مع الإعلام الفرنسي المتحيّز في جزء كبير منه لإسرائيل، في حملة تشويه وشيطنة محمومة لديودونّاي وحزبه. وكما تشاهدون في الفيديو الأول، أجمع جميع ضيوف برنامج على القناة الخامسة الفرنسية على وجوب منع هذه القائمة من الترشّح للإنتخابات. والمؤكّد أنّ ذلك يعبّر عن نزعة إقصائيّة لا يمكن أن تحدث في نظام ديمقراطي حقيقي. الدليل على هذه النزعة الإقصائيّة لقطاع واسع من النخب الفرنسية بيمينها ويسارها على حدّ سواء فيما يتعلّق بإسرائيل تحديدا، هو هذا التركيز الرّوتيني على صورة "اليهودي الضحيّة" مقابل "الشخص المعادي للساميّة، الشيطان المارد". سؤال بديهي: هل من المعقول أن يكون السّواد الأعظم من الإعلام متحيّزا في ديمقراطيّة من المفترض أنّها تحتمل الرأي والرأي الآخر؟ وهل من المعقول شيطنة كل رأي معادي للصهيونية -مرض العالم الحديث- بهذا الشكل؟ وهل من الطبيعي أن يُستقبل مناصروا الصهيونية في الكريف ويُكرَّموا مقابل إرسال خطابات تهديد إلى "معادي الساميّة" مرفقة برصاصة كتب عليها "الرصاصة القادمة ستستقرّ في رأسك"؟ أليس هذا نموذجا آخر من إرهاب بن لادن على طريقة ديمقراطيّة اللوبيّات والمصالح؟
في المقابل، نجد الوزير السّابق كريستيان استروزي -وزير التنمية المحلّية على عهد شيراك- يطنب خلال زيارته لإسرائيل في مدح الدولة الديمقراطية جدًّا والمتقدّمة جدًّا والإنسانية جدًّا والأخلاقية جدًّا. تلك الدولة العظيمة التي تواجه الإرهاب والتطرّف! ويصرّح بأنّ رجال السياسة في فرنسا يقفون بجانب إسرائيل ويعتقدون أنّ الموقع الطبيعي والتاريخي لفرنسا هو بجانب إسرائيل وهنا وجب التذكير بأنّ القنبلة النووية الإسرائيليّة فرنسيّة الجذور وأولى مقاتلات الطيران الإسرائيلي -كافير- وقع نقلها حرفيا على مقاتلات الميراج الشهيرة. هذه الأخيرة استعملتها إسرائيل في عمليّة "الساق الخشبيّة" التي استهدفت حمّام الشّط سنة 1985 (لمن فقد ذاكرته من الطراطير ربّما بسبب البيرة الرّديئة!). وفي نهاية الحوار، لا ينسى الوزير الفرنسي المعروف بمعاداته الشديدة للمهاجرين وسبق وأن طالب بتشديد شروط الحصول على الجنسيّة الفرنسيّة، الدعاية للفرنكوفونية التي تنزل على قلوب مخابيلنا لاعقي أحذية الإستعمار بردا وسلاما وتقع من أنفسهم موقع هوى عبلة من قلب عنتر.
نفس الإشكالية تطرح عند معالجة هذا التناقض الرهيب بين المبدأ والممارسة الذي يميّز تقريبا كل الديمقراطيات الغربية وجوهر هذا الإشكال هو ماهية سبب هذا التناقض العجيب؟ لكن رغم التعقيد الذي يبدو عليه السؤال فالإجابة بسيطة: الإشكالية أخلاقية بدرجة أولى. لمّا تكون قيمة الإنسان متغيّرة حسب لونه أو/و جنسه أو/و دينه أو/و أصوله فبالتأكيد المسألة أخلاقية بامتياز. عندما يكون من حق الصهيوني أن يقيم مؤتمراته في أيّ مكان بينما يضطرّ من يخالفه في الإيديولوجيا عقد اجتماعاته في حافلة مستأجرة لأنّ اللوبي الصهيوني يمنعه من ذلك بطرق لا نجدها إلاّ في جمهوريّات الموز فالمسألة لا يمكن أن تكون سوى أخلاقيّة. عندما تعمد الآلة الإعلامية الضخمة المملوكة لدولة تتبجّح بإرثها التنويري الثوري المنتصر للحرّية وحقوق الإنسان، إلى التضليل والشيطنة والتشويه المتعمّد لمجموعة لا تروق لمجموعة أخرى على طريقة غوبلز فإنّ في الأمر مشكلة أخلاقيّة... مشكلة أخلاقيّة تلوح أقرب إلى العهر والدعارة منه إلى شيء آخر!
لهذا لا تلوموا مخابيلنا على غبائهم وخسّتهم لأنّهم تربّوا على يد سيّد لا أخلاق له وهذا من ذاك وكما يقول المثل التونسي الشهير "كي سيدي كي جوادو"!
نفس الإشكالية تطرح عند معالجة هذا التناقض الرهيب بين المبدأ والممارسة الذي يميّز تقريبا كل الديمقراطيات الغربية وجوهر هذا الإشكال هو ماهية سبب هذا التناقض العجيب؟ لكن رغم التعقيد الذي يبدو عليه السؤال فالإجابة بسيطة: الإشكالية أخلاقية بدرجة أولى. لمّا تكون قيمة الإنسان متغيّرة حسب لونه أو/و جنسه أو/و دينه أو/و أصوله فبالتأكيد المسألة أخلاقية بامتياز. عندما يكون من حق الصهيوني أن يقيم مؤتمراته في أيّ مكان بينما يضطرّ من يخالفه في الإيديولوجيا عقد اجتماعاته في حافلة مستأجرة لأنّ اللوبي الصهيوني يمنعه من ذلك بطرق لا نجدها إلاّ في جمهوريّات الموز فالمسألة لا يمكن أن تكون سوى أخلاقيّة. عندما تعمد الآلة الإعلامية الضخمة المملوكة لدولة تتبجّح بإرثها التنويري الثوري المنتصر للحرّية وحقوق الإنسان، إلى التضليل والشيطنة والتشويه المتعمّد لمجموعة لا تروق لمجموعة أخرى على طريقة غوبلز فإنّ في الأمر مشكلة أخلاقيّة... مشكلة أخلاقيّة تلوح أقرب إلى العهر والدعارة منه إلى شيء آخر!
لهذا لا تلوموا مخابيلنا على غبائهم وخسّتهم لأنّهم تربّوا على يد سيّد لا أخلاق له وهذا من ذاك وكما يقول المثل التونسي الشهير "كي سيدي كي جوادو"!
ماذا لو تقدم للإنتخابات الاوروبية حزب معاد لطالبان ؟
هل ستردون بنفس الأسلوب ؟
لا أعتقد :-)
حزب "ديودوني" سيفشل في الإنتخابات المقبلة. مثل كل الاحزاب التي تبدأ اسماؤها ب-"معاد ل...".
السبب بسيط : هذه الاحزاب ديماغوجية، لا تهتم بمشاغل المواطن.
بالمناسبة...
أريد أن اعرب لكي عن مساندتي المطلقة أمام الكم الهائل من الكلمات البذيئة التي تقال هنا وهناك.
Je vous supporte...