ثمّة نوع من الصمت المريب إن لم أقل تواطئا صريحا، من بعض الثقفوت (أو قل مثقّفي عهد الركود على حدّ تعبير عبرات) تجاه موضوع مثير ومقلق هو التبشير والتنصير في المغرب العربي عموما وتونس تحديدا. ورغم أنّ هذا الموضوع مقلق بنفس الدرجة كموضوع الخطاب الوهابي الذي اجتاح كل القنوات العربية إلاّ أنّه لا يوجد من يناقشه وينبّه إليه لا في الإعلام ولا في الكتب التي يؤلّفها هؤلاء بدعوى التنبيه إلى التطرّف الديني وخطره على "الهويّة التونسيّة". ألفنا منهم "نقد" الإسلام وتاريخ الإسلام وحتى شتم الإسلام كلّما توفّرت لهم الفرصة لذلك. ولحسن حظّهم كانت ولا زالت لهم الفرص عديدة خصوصا لمّا تكاثر أشباه الدعاة وسقط المتاع من "الفقهاء" الذين كثيرا ما أطلقوا ألسنتهم بفتاوي مخجلة.
وإن كان المدّ الديني الذي يجتاح المنطقة العربية عبر أحدث وسائل الاتصال وأرخصها يحتمل الغثّ والسمين، المعتدل والمتطرّف، التقدّمي والرجعي فإنّ المدّ التبشيري والتغريبي يعمل في صمت عبر شبكات محكمة تصرف سنويا مئات الملايين من الدولارات واتّخذت أشكال عدة في غزوها لمجتمعات المغرب العربي فاستترت بستار منظّمات أهليّة غير حكومية حينا وهيئات وثيقة الارتباط بالأوساط الكنسيّة خصوصا الانجيليّة منها أحيانا أخرى. مع كل هذا النشاط الصامت والزخم المحموم من العمل التنصيري الذي كشفه الإعلام الغربي وسكت عنه إعلامنا بطريقة تطرح ألف سؤال وسؤال، نشهد أيضا جهدا محموما آخر من لدن بعض الأوساط التغريبية الإستئصاليّة التي تحمل لواء "الحداثية والتقدّمية" هدفها المباشر أو غير المباشر استيراد كل أوساخ وقاذورات الغرب تحت مسمّيات عدّة منها الحرّية الشخصيّة والانفتاح والتطوّر وما إلى ذلك من الشعارات الرنّانة. وليس غريبا أن يكون هؤلاء الثقفوت من مفكري الدرجة العاشرة ومدّعي الحكمة والعلم هم منظّروا ورأس حربة هذا التيّار الجارف الذي يشتدّ ويشتدّ وعموم الشعب في سبات عميق لا همّ له سوى اللّهث وراء خبز يومه وما لذّ وطاب وانتشر من مباهج الحياة المادية التي ترسّخت شيئا فشيئا عبر الترويج لثقافة الاستهلاك فغدا الإنسان مغيّب العقل، مهمّش المدارك أقرب للحيوان منه إلى الإنسان العاقل.
ورغم أنّ المصل ضدّ الرّجعية الدينية التي يروّجها أشباه الفقهاء وفقهاء السلطان المنتشرين كالجراد في أرض العربان لا يتطلّب أكثر من تحديث مناهج التعليم وإعطاء العلم منزلته التي يستحقّها وإطلاق حرّية البحث والنقد والتأويل فإنّ المدّ التبشيري الغربي الذي وضع نصب أعينه هدف "تنصير كل المسلمين" يفرض تحدّيات جيواستراتجية عملاقة أمام شعوب أنهكها الفقر وأعماها الجهل وأقعدها الخمول وأعجزها الإستبداد.
الكثيرون سيشنّفون آذاننا باتّهامات من قبيل "أنتنّ تروّجن لنظريّة المؤامرة..." وسينبري غالبيتهم في اتّهامنا بأنّنا ضدّ حرّية المعتقد وسيصلون إلى حدّ اتّهامنا بسوء النيّة. لا بأس في ذلك فنحن دوما سيّئات النيّة والطويّة مغرقات في نظريّة المؤامرة إلى حدّ الهلوسة. لكن رغم ذلك ثمّة بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة: ما الذي يدعو أكبر قوّة في العالم إلى نشر دينها عبر الأناجيل المترجَمة بعدما فرشت أرض البلدان التي اجتاحتها بالقنابل العنقوديّة والذخائر الاختراقيّة؟ ما الذي يدعو مئات هيئات "الإغاثة" الإنسانيّة إلى التورّط في أعمال تبشير وتنصير في السودان وساحل العاج ودول إفريقيا جنوب الصحراء حيث تشير الأرقام إلى تحوّل ستّة ملايين إفريقي سنويا إلى المسيحيّة؟ ما الذي يدعو الكونغرس الأمريكي لإحداث لجنة تهتمّ بنشر المسيحيّة وتُموّلها من أموال دافعي الضرائب المؤمنين والملحدين على حدّ سواء (في ما يسمّى بأعرق ديمقراطيّة علمانية غربية!)؟ ما الذي يدعو الولايات المتحدة وفرنسا لشنّ حملة إعلاميّة مسعورة ضدّ الجزائر عقب إصدارها لقانون يمنع التبشير؟ ما الذي يدفع الدول الغربية وخصوصا الولايات المتّحدة لإثارة "مشكلة" الأقباط المصريين الذين يعيشون منذ عشرات القرون في أمن وأمان جنبا إلى جنب مع المسلمين؟ ثم ما الذي يدفع الدول الغربية للضغط على الدول الخليجيّة لتوطين المهاجرين (وأكثرهم مسيحيّون) وإعطائهم حقّ الحصول على الجنسيّة والملكية المطلقة (انظر هنا وهنا)؟ وما الذي يخفيه توجّه الولايات المتحدة إلى الأمم المتّحدة من أجل تغيير قوانين المنظّمة الدولية وإضافة صيغ التدخّل العسكري لحماية الأقلّيات العرقيّة والدينيّة ولأسباب إنسانيّة، لميثاقها؟ أليس من الأفضل لهم التدخّل لدى إسرائيل لحماية الفلسطينيين أوّلا؟
يكشف تقرير للجزيرة (انظر الفيديو الأوّل) تورّط الجيش الأمريكي في عمليّات تبشير يقوم بها سرّا في أفغانستان وتموّلها وزارة الدفاع الأمريكيّة. ويتذكّر الكثيرون العبارة الشهيرة لراعي البقر المتخلّي "هذه حرب صليبيّة ضدّ محور الشر" ومحور الشرّ هذا هو الإسلام بكل أبعاده الحضارية والإنسانية والتاريخية. قالها الرئيس السكّير الذي تغلّب بفضل السيّد المسيح -عليه السلام- على جاذبيّة الكأس وتمكّن من أن يصل إلى موقع القيادة في الدولة الأكبر والأقوى في العالم بعتادها وغطرستها وأيضا علمها للأسف. وليس من المفارقة أن يستعمل هذا الرئيس المتديّن جدًّا جدًّا نفس عبارة سابقه ريغان "محور الشر" عندما تعلم أنّ كليهما إنجلييّان حتى النخاع ووصلوا إلى الرئاسة بفضل أصوات الأمريكيّين الإنجليّين. وفي نفس هذا الإطار، ما أعلمه عن الدولة الديمقراطيّة العلمانيّة هي أنّها تفرّق بين أنظمة الدولة ودين المواطن وهذا يعني أنّه من غير المعقول أن تطلق هذه الدولة حربا أحد أسبابها دينيّة وإلا لأصبحت دولة ثيوقراطيّة هي الأخرى. ثم هل من المعقول أن يقوم هذا الرئيس المتديّن بالصلاة مع أعضاء الكونغرس -في مبنى الكونغرس ذاته وعبر شاشات التلفزيون- قبل أن يبدأ خطابه؟ حالة علمانية فريدة أليس كذلك؟ تفصيل آخر تصعب ملاحظته رغم أهميّته: لماذا نجد في النشيد الرّسمي الأمريكي دعاء للرّب لحماية ومباركة الوطن؟ لماذا نجد على الدولار الأمريكي عبارة (in god we trust) أو ما معناه "في الرّب نثق/نؤمن". ثم لماذا يقول الرئيس الأمريكي (أيّ رئيس) بعد نهاية كل خطاب (God bless America) أو "ليبارك الرّب أمريكا"؟ نادرا ما سمعت مثل هذا الدّعاء عقب خطابات رؤسائنا الميامين! أليس كل ذلك دلالات واضحة على أن ما يصدر عن الولايات المتحدة من إيديولوجيات وممارسات تجد لها جذورا دينيّة واضحة؟ لماذا إذن من حقّهم هم أن يبنوا دولة مؤمنة (عبر حروبهم الصليبية وجيوش تبشيرهم وصلواتهم الصباحيّة المسائيّة) ومن واجب المسلمين التخلّي عن إيمانهم حتى يعجبوكم ويعجبوهم؟
وإن كان المدّ الديني الذي يجتاح المنطقة العربية عبر أحدث وسائل الاتصال وأرخصها يحتمل الغثّ والسمين، المعتدل والمتطرّف، التقدّمي والرجعي فإنّ المدّ التبشيري والتغريبي يعمل في صمت عبر شبكات محكمة تصرف سنويا مئات الملايين من الدولارات واتّخذت أشكال عدة في غزوها لمجتمعات المغرب العربي فاستترت بستار منظّمات أهليّة غير حكومية حينا وهيئات وثيقة الارتباط بالأوساط الكنسيّة خصوصا الانجيليّة منها أحيانا أخرى. مع كل هذا النشاط الصامت والزخم المحموم من العمل التنصيري الذي كشفه الإعلام الغربي وسكت عنه إعلامنا بطريقة تطرح ألف سؤال وسؤال، نشهد أيضا جهدا محموما آخر من لدن بعض الأوساط التغريبية الإستئصاليّة التي تحمل لواء "الحداثية والتقدّمية" هدفها المباشر أو غير المباشر استيراد كل أوساخ وقاذورات الغرب تحت مسمّيات عدّة منها الحرّية الشخصيّة والانفتاح والتطوّر وما إلى ذلك من الشعارات الرنّانة. وليس غريبا أن يكون هؤلاء الثقفوت من مفكري الدرجة العاشرة ومدّعي الحكمة والعلم هم منظّروا ورأس حربة هذا التيّار الجارف الذي يشتدّ ويشتدّ وعموم الشعب في سبات عميق لا همّ له سوى اللّهث وراء خبز يومه وما لذّ وطاب وانتشر من مباهج الحياة المادية التي ترسّخت شيئا فشيئا عبر الترويج لثقافة الاستهلاك فغدا الإنسان مغيّب العقل، مهمّش المدارك أقرب للحيوان منه إلى الإنسان العاقل.
ورغم أنّ المصل ضدّ الرّجعية الدينية التي يروّجها أشباه الفقهاء وفقهاء السلطان المنتشرين كالجراد في أرض العربان لا يتطلّب أكثر من تحديث مناهج التعليم وإعطاء العلم منزلته التي يستحقّها وإطلاق حرّية البحث والنقد والتأويل فإنّ المدّ التبشيري الغربي الذي وضع نصب أعينه هدف "تنصير كل المسلمين" يفرض تحدّيات جيواستراتجية عملاقة أمام شعوب أنهكها الفقر وأعماها الجهل وأقعدها الخمول وأعجزها الإستبداد.
الكثيرون سيشنّفون آذاننا باتّهامات من قبيل "أنتنّ تروّجن لنظريّة المؤامرة..." وسينبري غالبيتهم في اتّهامنا بأنّنا ضدّ حرّية المعتقد وسيصلون إلى حدّ اتّهامنا بسوء النيّة. لا بأس في ذلك فنحن دوما سيّئات النيّة والطويّة مغرقات في نظريّة المؤامرة إلى حدّ الهلوسة. لكن رغم ذلك ثمّة بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة: ما الذي يدعو أكبر قوّة في العالم إلى نشر دينها عبر الأناجيل المترجَمة بعدما فرشت أرض البلدان التي اجتاحتها بالقنابل العنقوديّة والذخائر الاختراقيّة؟ ما الذي يدعو مئات هيئات "الإغاثة" الإنسانيّة إلى التورّط في أعمال تبشير وتنصير في السودان وساحل العاج ودول إفريقيا جنوب الصحراء حيث تشير الأرقام إلى تحوّل ستّة ملايين إفريقي سنويا إلى المسيحيّة؟ ما الذي يدعو الكونغرس الأمريكي لإحداث لجنة تهتمّ بنشر المسيحيّة وتُموّلها من أموال دافعي الضرائب المؤمنين والملحدين على حدّ سواء (في ما يسمّى بأعرق ديمقراطيّة علمانية غربية!)؟ ما الذي يدعو الولايات المتحدة وفرنسا لشنّ حملة إعلاميّة مسعورة ضدّ الجزائر عقب إصدارها لقانون يمنع التبشير؟ ما الذي يدفع الدول الغربية وخصوصا الولايات المتّحدة لإثارة "مشكلة" الأقباط المصريين الذين يعيشون منذ عشرات القرون في أمن وأمان جنبا إلى جنب مع المسلمين؟ ثم ما الذي يدفع الدول الغربية للضغط على الدول الخليجيّة لتوطين المهاجرين (وأكثرهم مسيحيّون) وإعطائهم حقّ الحصول على الجنسيّة والملكية المطلقة (انظر هنا وهنا)؟ وما الذي يخفيه توجّه الولايات المتحدة إلى الأمم المتّحدة من أجل تغيير قوانين المنظّمة الدولية وإضافة صيغ التدخّل العسكري لحماية الأقلّيات العرقيّة والدينيّة ولأسباب إنسانيّة، لميثاقها؟ أليس من الأفضل لهم التدخّل لدى إسرائيل لحماية الفلسطينيين أوّلا؟
يكشف تقرير للجزيرة (انظر الفيديو الأوّل) تورّط الجيش الأمريكي في عمليّات تبشير يقوم بها سرّا في أفغانستان وتموّلها وزارة الدفاع الأمريكيّة. ويتذكّر الكثيرون العبارة الشهيرة لراعي البقر المتخلّي "هذه حرب صليبيّة ضدّ محور الشر" ومحور الشرّ هذا هو الإسلام بكل أبعاده الحضارية والإنسانية والتاريخية. قالها الرئيس السكّير الذي تغلّب بفضل السيّد المسيح -عليه السلام- على جاذبيّة الكأس وتمكّن من أن يصل إلى موقع القيادة في الدولة الأكبر والأقوى في العالم بعتادها وغطرستها وأيضا علمها للأسف. وليس من المفارقة أن يستعمل هذا الرئيس المتديّن جدًّا جدًّا نفس عبارة سابقه ريغان "محور الشر" عندما تعلم أنّ كليهما إنجلييّان حتى النخاع ووصلوا إلى الرئاسة بفضل أصوات الأمريكيّين الإنجليّين. وفي نفس هذا الإطار، ما أعلمه عن الدولة الديمقراطيّة العلمانيّة هي أنّها تفرّق بين أنظمة الدولة ودين المواطن وهذا يعني أنّه من غير المعقول أن تطلق هذه الدولة حربا أحد أسبابها دينيّة وإلا لأصبحت دولة ثيوقراطيّة هي الأخرى. ثم هل من المعقول أن يقوم هذا الرئيس المتديّن بالصلاة مع أعضاء الكونغرس -في مبنى الكونغرس ذاته وعبر شاشات التلفزيون- قبل أن يبدأ خطابه؟ حالة علمانية فريدة أليس كذلك؟ تفصيل آخر تصعب ملاحظته رغم أهميّته: لماذا نجد في النشيد الرّسمي الأمريكي دعاء للرّب لحماية ومباركة الوطن؟ لماذا نجد على الدولار الأمريكي عبارة (in god we trust) أو ما معناه "في الرّب نثق/نؤمن". ثم لماذا يقول الرئيس الأمريكي (أيّ رئيس) بعد نهاية كل خطاب (God bless America) أو "ليبارك الرّب أمريكا"؟ نادرا ما سمعت مثل هذا الدّعاء عقب خطابات رؤسائنا الميامين! أليس كل ذلك دلالات واضحة على أن ما يصدر عن الولايات المتحدة من إيديولوجيات وممارسات تجد لها جذورا دينيّة واضحة؟ لماذا إذن من حقّهم هم أن يبنوا دولة مؤمنة (عبر حروبهم الصليبية وجيوش تبشيرهم وصلواتهم الصباحيّة المسائيّة) ومن واجب المسلمين التخلّي عن إيمانهم حتى يعجبوكم ويعجبوهم؟
الفيديو الأوّل: الجيش الأمريكي يشرف على حركات تنصير تعمل في أفغانستان
الفيديو الثاني: عمليّات التبشير في منطقة القبائل بالجزائر
تقود الكنيسة البروتستانتية خصوصا مهمّات تبشيريّة تستهدف إفريقيا والشرق الأوسط بشكل خاص. وتعمل ليل نهار على جذب منتسبين جدد إليها عبر كل الإغراءات الممكنة (أموال، تأشيرات سفر، إلخ) وتستهدف خصوصا الأماكن الفقيرة أو التي تشتمل على أقليّات عرقيّة كمنطقة القبائل في الجزائر -بربريّة الجذور- والمناطق الأمازيغيّة في المغرب. وبما أنّه في دول ديكتاتوريّة كتلك التي يستهدفونها، مثل هذه الأقليّات تعاني بشدّة من الفقر والتمييز والتهميش وغيرها فتصبح بالتالي لقمة سائغة لهؤلاء المبشّرين الذين يبيعون كلمة المسيح بخمسة آلاف يورو أو ربّما تأشيرة لجوء لدولة أوروبيّة. ولكن التحدّي الخطير ليس في تحوّل البعض -وإن كانوا بالآلاف- للمسيحيّة في دول مسلميها بالملايين وإنّما هو تأجيج الحساسيّات بين الإثنيّات والأقليّات والمجتمع الذي يعيشون فيه. فبالتأكيد لن يستطيع كل من تنصّر في بلد عربي السفر إلى الغرب لأنه ليس ذلك هو هدف عملية التنصير ذاتها وإنّما من يبتسم له الحظ ويحصل على تأشيرة عبر الكنيسة فهو مجرّد طعم لاصطياد المزيد من المعدمين والحالمين بالجنّة الأوروبيّة عبر كلمة السيّد المسيح عليه السّلام. ولعلّ بوادر نتائج هذا الجهد المحموم أصبحت ظاهرة للعيان ومنها ضغط دول غربيّة على الجزائر لسحب قانون منع التبشير ومنها الولايات المتحدة عبر وزارة خارجيتها التي نشرت تقريرا تتهم فيه الدولة الجزائرية باضطهاد الأقليات الدينيّة فضلا عن تدخّل دول غربيّة لدى دول مغاربيّة أخرى من أجل فتح المزيد من الكنائس. ألا يشبه ذلك تدخّل السلطات الأمريكيّة في الفليبين بدعوى حماية الأقلية المسيحيّة من الإرهاب الإسلامي وكذلك الضغوط التي تواجهها الحكومه المصرية بعد إحياء "قضيّة" المسيحيّين المصريّين (الأقباط) أضف إلى ذلك سعي الولايات المتحدة للتدخّل في السودان لنفس الأعذار.
الفيديو الثالث: الإنجيليّون يعملون!
إذن المسألة أكبر من مجرّد اختيار فرد أو أفراد تغيير دينهم لسبب عقائدي أو مادي أو غيره وإنّما تكتسي أبعاد جيوستراتيجية أخطر بكثير. فالجزائر خصوصا والمغرب العربي عموما له أهميّة خاصة في الأجندا الاقتصادية والسياسيّة والعسكرية الأمريكية. لذلك نرى الولايات المتحدة تسعى بشكل متواصل إلى الهيمنة على هذه المنطقة الهادئة نسبيا مقارنة ببقيّة الشرق الأوسط. ولتجد لها موطئ قدم هناك عليها أن تجد الأعذار الكافية والمقنعة لذلك بعدما فشلت الوسائل الديبلوماسية لحدّ الآن، في تمكينها على الأقلّ من قاعدة عسكرية دائمة في المنطقة. وعماد هذه السياسة هي مبدأ "فرّق تسدّ". ففي مجتمعات جاهلة واهنة لا تعلم من الدين إلا ما يقوله إمام القرية سابقا وأئمّة الفضائيات لاحقا تصبح احتمالات التطرّف والغلوّ كبيرة جدًّا. وبما أنّ الجهل مصيبة فإنّ التشدّد والتكفير والإرهاب يصبحون أعمالا سهلة بل عملة رائجة وخصوصا في موضوع تغيير المعتقد بالذات أو ما يصطلح عليه بالردّة. لذلك هم يراهنون أساسا على ردّة فعل المجتمع العربي الذي لن يقبل بالتأكيد تنصّر أفراده وبالتالي قد يعرّضهم للإضطهاد. لذلك تراهم يبرزون الحالات الشاذّة في الإعلام (انظر الفيديو الثاني والخامس) ويعملون على تضخيمها وتعميمها على عموم الشعوب المسلمة لتصبح السلوك الغالب والمميّز للجميع. ويوم تصبح هذه الدعاية قابلة للتسويق على مستوى سياسي (كما حدث سابقا للعراق وإيران لكن بخصوص أسلحة الدمار الشامل) فربّما ستحاصر حاملات الطائرات الأمريكيّة الجزائر (أو أيّة دولة عربية أخرى) بدعوى حماية الأقليّات المسيحيّة. ولا نملك حينها إلاّ أن نقول مرحبا بالمسيح -الدجّال- المخلّص!
الفيديو الرّابع: مخطّط الإنجيليّين بالخرائط
المسألة إذن متشعّبة ومعقّدة ومتعدّدة الأبعاد: لها جذور دينيّة تؤمن بوجوب "تنصير كل المسلمين" و"الإعداد لواقعة الأرمغدون التي ستلتقي فيها قوّات الخير (أيّ الغرب المسيحي وإسرائيل اليهودية) بقوّة الشر (الإسلام ومعتنقيه)" و"أهميّة الدفاع عن اسرائيل أرض نزول المسيح من جديد" (انظر الفيديو الرّابع). ولها جذور تاريخية حيث يعتبر الغرب المسيحي أنّ الحروب الصليبية لم تنته بعد ولعلّ نظرية صامويل هانتنغتون نشرت لهذا الغرض فهي تعيد بتعابير فلسفيّة حديثة إيديولوجيا الصراع الصليبي / الإسلامي في العصور الوسطى. وللمسألة أيضا أبعاد جيواستراتيجية (اقتصادية، عسكريّة، سياسيّة) ذات قيمة فالمناطق المستهدفة بهذا الجهد التبشيري الكبير تعتبر في العقيدة الجيوسياسيّة الغربيّة، مناطق امتداد للنظام العالمي الجديد وحان الوقت لضمّها لدائرة سلطة هذا النظام. ولأنّ عصر الإستعمار الأوّل قد ولّى فمن المطلوب طرق جديدة تؤمّن التدخّل والسيطرة على تلك المناطق بشكل مقنع و"أخلاقي" (وليس ثمّة ماهو أفضل من اختلاق المشاكل في البلدان الهادئة للسيطرة عليها).
الفيديو الخامس: حول اضطهاد المسيحيّين الجدد
معطى هام آخر يعمل لصالح هذه الهجمة التبشيريّة الشديدة هو الإعلام الذي لا يتوقّف عن تلقّف كل ماهو شاذّ ويضخّمه ليصبح هو السائد والعام. وفي هذه القضية (انظر الفيديو الثالث والخامس) يعمل الإعلام على تقديم المتنصّرين على أنّهم ضحيّة مجتمع ليس له أيّة قدرة على التسامح مع من يترك دينه رغبة أو طمعا. المثير في الأمر أنّه يركّز على حالات بعضها في فرنسا للدلالة على ما أطلق عليه محمد كريستوف أحد شخوص الفيديو الثالث (le développement de l'Islam en France) بمعنى أنّ عدم تسامح المسلمين مع المتنصّرين لا يوجد فقط في بلدانهم وإنّما صدّروه إلى فرنسا وهذا معناه أنّ فرنسا تواجه خطرا إسلاميا داهما (أو هكذا يريدون للمشاهد أن يستنتج بشكل غير مباشر). ويركّزون أيضا على حكم الرّدة في الإسلام وما تقوله الشريعة في ذلك -عن عمد- رغم أنهم يعلمون أحسن العلم أنه ما من دولة مسلمة تطبّق الشريعة بما فيها إيران والسعودية (الذين يطبّقون شريعة ممسوخة أقرب للهرطقة منها للشريعة الحقيقيّة وهذا بقول أهل الذكر). والحال أنّ الأمر غير ما يقولون سواء على أرض الواقع أو حتى على مستوى الشريعة نفسها. المهمّ أنّ كل ذلك يصبّ في اتجاه الترويج لدعاية إسلاموفوبية مقيتة الهدف منها تضليل المشاهد الغربي من جهة ومن جهة أخرى، مساعدة الجهد التبشيري بخلخلة عقائد ضعاف الإيمان ممّن يقبلون بشراء ربّ بحفنة دولارات لا تسمن ولا تغني من جوع (وكأنّنا بسوق عكّاظ). وعلى صعيد آخر، يتعامل الغرب عموما بنفاق شديد مع مواطنيه من المسلمين. حيث تجدهم، حتى هؤلاء الذين ولدوا وترعرعوا في البلدان الغربية نفسها ولم تطأ يوما أقدامهم أرض أباءهم، محاصرين بشكل غريب بسبب تهم الإرهاب ومخاوف "الهجمة الإسلامية" على الغرب. ولعلّ قضية منارات الجوامع التي فجّرها منذ مدّة اليمين المسيحي المتطرّف في سويسرا أحدث دليل على ذلك.
وكخلاصة لهذا الموضوع، لا بدّ من قول ما يلي:
تحيّاتي،
وكخلاصة لهذا الموضوع، لا بدّ من قول ما يلي:
- من حقّ كل شخص أن يغيّر دينه كما يريد شريطة أن يحترم أديان الآخرين.
- ليس من حق أيّة حكومة أو هيئة أو منظمة أجنبيّة القيام بعمليات تبشير على التراب الوطني مهما كانت النيّة وراء ذلك حسنة.
- ما يحدث الآن في المغرب العربي من عمليّات تبشير انجيليّة في أغلبها، مدعومة سياسيا وإعلاميا وماديا هي خطّة ليس فقط لتنصير المسلمين وإنّما أيضا لزعزعة السلم والاستقرار الأهلي في المنطقة بإيقاظ الحساسيّات الإثنيّة وتأليب العقائد الدينيّة لأهداف عديدة لا تخفى على كلّ ناظر متبصّر. وعليه على الدولة الوطنية أن تتصدّى لمثل هذا التيّار التخريبي الذي يستهدف الأمن الوطني في مقتل بالإجراءات المناسبة ودون تأخير لأن البشائر الأولى للمرض بدأت بالظهور (الحديث عن التونسيّين الأمازيغ، الأباضيّة في جزيرة جربة، إلخ) وأخشى ما أخشاه أن يكون الوقت متأخّرا على إيجاد حلّ لمواجهة هذه المعضلة.
تحيّاتي،
يعطيكم الصحّة على التّدوينة وانشاء الله نفيقوا على ارواحنا في تونس رغم "العُزَّالْ" كيما يقولو المصريين! الموضوع هذا عندي معاه حكاية بعد اللّي حاولو في وقت ما استمالتي وسبق باش كتبت تدوينة في هذا السّياق;
http://a-free-tn.blogspot.com/2009/03/blog-post_30.html
السلام عليكم
لي تحفظ على خلاصة اوردتها كاتبة التدجوينة، وهي قولها :
من حقّ كل شخص أن يغيّر دينه كما يريد شريطة أن يحترم أديان الآخرين
لا افهم ما معنى هذه الخلاصة، على افتراض انها صادرة من مسلم، لان مثل تلك الخلاصة تفترض ان الاديان متساوية وهو مايعني ان الاديان (اليهودية والمسيحية والاسلام) كلها او بعضها ليست سماوية، اذ لو كانت سماوية، فليس من معنى لان تبقى متوازية، ثم ان تكون متساوية، فمعنى ذلك نفي لكون الاسلام هو الدين عند الله، وهو الخاتم وماعداه هرطقات وتحريفات رجال دين
فضلا على ان مثل تلك الخلاصة، تتجاهل مسالة الردة، التي تستدعي عقابا في الاسلام، منبني على الحقيقة السابقة من كون الدين هو فقط الاسلام، والخروج من الاسلام لغيره نوع من العبث
اتفهم سعي الكاتبة لكسب التاييد من القراء من خلال التنازلات، ولكن كسب التاييد لايكون على حساب التخلي على المبدا الذي تنطلق منه اساسا والذي يعطي شرعية لطرحك، وان تتخلي عنه، فمعنى ذلك فقد الطرح لشرعيته
"محور الشر" الي يتحدث عليه جورج بوش ما هوش الاسلام على خاطر فيه كورياالشمالية و بالدرجة الاولى زادة
أخ مدون تونسي:
مرحبا بك وشكرا على تعليقك.
لقد قرأت تدوينتك تلك وكنت سأشير إليها في تدوينتي. ولكن بعد لقاء جمعني مع عبرات وعليسة مؤخرا تقررت مجموعة من الضوابط في التعامل مع بقية المدونات لتفادي مزيد من التهم لبعض المدونين بالوقوف وراء مدونة النضال ضد الطابور الخامس وبالتالي إحراج أصحابها وإحراجنا.
من المنتظر أن تكتب عبرات تدوينة حول الموضوع ولا أعلم لماذا تأخرت لحد الآن.
أما بخصوص تدوينتك فإنني أوافقك الرأي حول مجمل ما قلته. ولدي عندك رجاء حار آمل أن تلبيه لي: ماذا لو كتبت المزيد من التدوينات لتقديم المزيد من التفاصيل حول ما سبق وأن تعرضت له من استمالة وكذلك تخبرنا بما لديك من معلومات حول بعض الحالات التي أشرت إليها في تدوينتك السابقة (دون إعطاء تفاصيل حول هوية الأشخاص التونسيين). أعتقد أن ذلك سيكون مفيدا جدا وقد يعلم بعض المسؤولين بهذا الأمر فيتحركون. من يدري؟
مع الشكر الجزيل مسبقا.
أخ فوزي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
"على افتراض انها صادرة من مسلم"
بداية لم أفهم هذا الافتراض! فهل أنت تتكلم مع بوذيين أو سيخ هنا؟
"لان مثل تلك الخلاصة تفترض ان الاديان متساوية وهو مايعني ان الاديان (اليهودية والمسيحية والاسلام) كلها"
رجاء لا تقولني ما لم أقله. أصل الفكرة أنك لا تستطيع أن تمنع الناس بأن يعتقدوا بشيء آخر غير الذي تعتقد به أنت. في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان هناك مسيحيون ويهود وعاشوا جنبا إلى جنب مع المسلمين ولم يفرض عليهم أحد تغيير معتقداتهم. وسمعت قصة أخرى من صديقة (والعهدة على من روى) أخبرتني أنه في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بمصر قرية أهلها وثنيون فلما أرسل إليه عامله على مصر يسأله ماذا يفعل بهم فأمره بأن يتركهم وشأنهم على شرط عدم نشر دينهم بين المسلمين.
"تتجاهل مسالة الردة، التي تستدعي عقابا في الاسلام، منبني على الحقيقة السابقة من كون الدين هو فقط الاسلام، والخروج من الاسلام لغيره نوع من العبث
"
أخ فوزي، منذ البداية سعينا إلى الابتعاد قدر الإمكان عن الجدال الديني لسببين وجيهين: أولهما، أننا لسنا من العارفين المتفقهين في الدين وبالتالي ليس لدينا الحق في أن نخوض في أشياء نجهلها ونهرف لا قدّر الله بما لا نعرف وثانيهما أن محاورة من لا يؤمن بعقيدتك اعتمادا على تلك العقيدة مضيعة للوقت وذلك هو السبب وراء اعتمادنا في نسبة تفوق 90% على مصادر غربية أساسا.
بالنسبة لحكم الردّة فهو حد من حدود الله الموجود في الشريعة وله قواعد وضوابط شديدة لتطبيقه وأولها أن تكون الدولة إسلامية وثانيها أن الحاكم (أو أمير المؤمنين) هو من يقوم بذلك وليس المواطن العادي. ثم إن حكم الردّة قد فسر على عدة أوجه فثمة من يأخذ بمضمون الحديث الشريف "من ارتد على دينه فاقتلوه" وثمة من يأخذ بمضمون آية البقرة 256 "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" أو آية الكهف 29 "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً". (صدق الله العظيم)
هل فهمت الآن لماذا ليس من اختصاصك أن تتكلم عن الردّة ولا من اختصاصنا أيضا. لذلك دع الخلق للخالق. ومن آمن فمرحبا ومن كفر فإن الله غني حميد!
"اتفهم سعي الكاتبة لكسب التاييد من القراء من خلال التنازلات، ولكن كسب التاييد لايكون على حساب التخلي على المبدا الذي تنطلق منه اساسا والذي يعطي شرعية لطرحك، وان تتخلي عنه، فمعنى ذلك فقد الطرح لشرعيته"
سيدي، نحن لا نسعى لكسب تأييد أو تعاطف أحد لأننا لا نرجو مكانة أو مالا أو منصبا وما نقوم به هو عمل نسعى به للقيام بأضعف الإيمان لأنه لو سكت كل المواطنين ما تغير شيء في الوطن. نحن لا نقدم تنازلات لأحد والدليل الحرب التي فتحت علينا من كل الجهات ورغم ذلك لم نتراجع ولم نتنازل عن أي شيء أو موقف لأن أي تنازل غير مبرر هو خيانة لمبادئنا ولا نرضى لأنفسنا ذلك. ولعل هذا الرفض الذي نلاقيه دليل كاف على ما أقوله. أما بالنسبة للمصداقية فما نقدمه من حجج و مواقف وبراهين ذلك هو مصدر مصداقيتنا الرئيس.
شكرا لتعاليقك ومرحبا بك.
أخ الفرررر:
مرحبا بك يا صاحب التريبولات. بالمناسبة هل مازالت في جيبك؟ :))
يقول كاتب خطب جورج بوش بأن اختياره لكلمة "محور الشر" يعود إلى اختيار ريغان لنفس الكلمة للتعبير عن الخطر الشيوعي عموما والسوفياتي تحديدا. ويضيف إلى أن القائمة الأولية للدول كانت العراق وإيران فلما قرأ نائب الرئيس الخطاب أمر بإضافة كوريا الشمالية حتى يفهم الأمر على أنه محور نووي وليس "إسلامي". وبالعودة لخطابات بوش الموالية لخطاب حالة الاتحاد ذاك والموثقة بالصوت والصورة نجد استعمالا مفرطا لعبارات: "evil" و "axis of evil" و "axis of terror" وغيرها.
ووردت كلمة "الشر / محور الشر" تقريبا حصريا عند الحديث عن الإرهاب الإسلامي. وباعتبار أن المحافظين الجدد يقومون بالخلط المتعمد بين "الإسلام" و"الإرهاب" فالمعنى المبطن هو "الإسلام". ثم إن التشابه الذي تشير إليه نظرية صراع الحضارات بين الخطر الأحمر الشيوعي والخطر الأخضر الإسلامي كاف لمعرفة أسس عقيدة النيوكونز في تعاملهم مع المسلمين.
الأمر إذن ليس بالسهولة التي تكلمت بها عن محور الشر.
شكرا للملاحظة وللمرور.
السلام عليكم
انا لا اتحدث في أمور فقهية من تلك التي تتطلب معرفة معمقة، وانا نفسي ابعد الناس عن الحديث الفقهي والاستشهاد بالمتون، هل رايتيني مثلا استشهدت يوما بحديث او بآية، مشاكلنا من الوضوح بحيث يتفق عليها أحيانا حتى من ليس مسلما
لكنني انا اتحدث حول أبجديات، فكون الدين عند الله الإسلام وليس المسيحية، هذا لا يتطلب فقها، هذا أمر معروف، معرفة كون لا دين غير الإسلام مسالة لا تتطلب فقها.
مسالة ترك اهل الكتاب على دينهم، هذه أيضا مسالة معروفة ولا خلاف حولها، ولم اتطرق ايضا في حديثي لذلك، نحن نتحدث حول مسالة أخرى غير موضوع ترك اهل الكتاب على دينهم من عدمه، نحن نتحدث حول إخراج المسلمين من دينهم.
يتعلق الموضوع إذن بمسالتين مختلفتين:
ان تدعو اهل الكتاب لدينهم فان ابوا فلا اكره لهم، وتقرهم علة ماهم عليه من بقية دين سماوي
والثانية وهي موضوعنا، وهي ان يأتيك من يخرجك من دينك، من اهل الكتاب او غيره، فضلا على ان يكون من اهل الكتاب
الأولى، ان تقوم ببادرة دعوية واجبة عليك باعتبارك مسلما، والثانية ان تدافع عن نفسك، الاولى لاخطورة عليك من عدم القيام بها، والثانية فان تركها يعني القضاء عليك، الاولى تتعلق بمن لايسعى لصدك عن دينك من حيث انه موضوع الدعوة مما يفترض ضعفه، والثاني تتعلق بمن يسعى فعلا لصدك عن دينكن بما يعني قوته المادية واحتمال استعبادك واستعمارك (كما هو واقع الان)
وواضح ان المسالتين مختلفتين، وانا اتفهم سبب الخلط الذي وقعت فيه بين المسالتين، لان الاعلام واهل الباطل عموما يسعون للتلبيس ويقولون لااكراه في الدين حينما يقع الحديث عن عمليات التبشير في خلط واضح بين المسالتين، والحال ان الامر مختلف.
مسالة قواعد الردة ايضا، هذه بالطبع شيئ متفق عليه، بل ليست الردة فقط، وانما كل حكم من الاحكام لها ضوابط، ولكنني لااتحدث عن تنزيل الحكم وانما للتذكير بان الحكم يعني فيما يعنيه انه لاتساوي بين الاديان وان الدين عند الله الاسلام فقط
مرة اخرى بارك الله فيكم على مجهوداتكم وشكرا على التفهم
يا تانيت التريبولات بالطبيعة في جيبي كيف كل ولد حومة اصيل هههه
اولا، الاتحاد السوفياتي ما سماوهشي محور الشر و انما "امبراطورية الشر"، اذا كان عندك مرجع فيه التسمية مرحبا ابعثلي الرابط اعمل معروف
ثانيا، محور الشر و اللي نقراو عليه كل يوم الف مرة فيه بالدرجة الاولى كوريا الشمالية و ايران، و ما نعرفشي علاش اتحب اتبري انتي كوريا الشمالية من محور الشر هههههه بالطبيعة "شر" حسب التعبير الامريكي
ثالثا كل مرة نقابل هالنوع من التعاليق "موش بالبساطة هذه" و "الامر اكثر تعقيد من هكا" الخ، انظن نفسي بش نلقى حاجة صعيبة ياسر و كل مرة ايخيب ظني، اش ثم صعيب فالحكاية؟ آش ثم صعيب لدرجة انو انتي فقط اتنجم تفهم؟ كان عندك مصدر يقول الي محور الشر (لبعد) هو الاسلام او محزر شر ما فيهشي كوريا الشمالية اعطينا الرابط تعمل معروف