الرّاوي: جموع غفيرة من العامّة في هرج ومرج في بهو واسع يطلّ على قاعات وغرف طويلة الأبواب، عالية الأسقف. على جانبي كل باب حارسين ضخمين يلبس كل منهما بزّة عسكرية ويقف كالصنم شاهرا سلاحا في نهايته خنجر كأنه سيف. فجأة يزمْهر صوت عظيم كأنّه الرّعد فتشْخص الأبصار وتُعْقد الألسن ويعمّ أرجاء المكان صمت مهيب. فإذا به رئيس الحجّاب يأمر الناس بالإصطفاف لدخول القاعات. ورئيس الحجّاب هذا رجل ضخم الجثّة، كبير الكرش، طويل الشاربين وتتّقد عيناه ببريق مخيف. تلمحه من بعيد محشوّا في بزّته العسكرية فتخاله للوهلة الأولى قرصانا شرّيرا ولكنّك سريعا ما تستدرك الأمر فالرّجل ليس مبتور اليمنى ولا يوجد ببّغاء فوق كتفه. يصطفّ كلّ منْ في المكان صفوفا مرصوصة كأنّه يوم الحساب. يبدو المشهد أسطوريّا متماهيا مع ديكور سريالي موحش. يتجوّل رئيس الحجّاب بين الصفوف وهو يداعب شاربه الطويل. وبعد دقائق تخالها ساعات، يعطي إشارة بيده فتفتح أبواب القاعات ويبدأ الناس في الدخول. تدفعني الحشود فأجد نفسي في قاعة كبيرة كأنها مسرح وماهي بالمسرح. في آخرها مصطبة كبيرة ثبّت فوقها مكتب كبير وراءه كراس تخالها قطع من عهود ملوك الفرنجة. وعلى الميمنة مصبطة تحمل هي الأخرى مكتبا صغيرا وأمّا على الجهة المقابلة، فيوجد قفص حديدي كبير. وراء المكتب الكبير في آخر القاعة، عُلّق في عرض الحائط شعار كبير لميزان مختلّ الكفّتين تقاطع فوقه سيفان وتعلوه صورة جدارية كبيرة لرجل طويل الشاربين، منفوش الشعر، غربي الملامح، لا يبدو لي غريبا عنّي ولكن عجزت ذاكرتي على تذكّره. بينما على شماله يوجد باب صغير مزخرف يطلّ على المصطبة.
بعد ترقّب طويل، يخرج من جوف الباب الصغير رجل أشيب. يتقدّم قليلا ثم يصرخ: "محكمة...". يقف كلّ الحاضرين وتتّجه الأبصار صوب الباب. بعد برهة، يخرج أربعة رجال يلبسون بزّات عسكرية تلمع نياشينها وميدالياتها ويخرج إثرهم رجل آخر يحمل دفترا في يده. يجلس أحد الرّجال الأربعة ويجلس الآخرون إثره وراء المكتب الكبير بينما يبقى العسكري الآخر واقفا. يلتفت الرجل الذي جلس أوّلا ويشير إلى الحاجب بيده فيصيح في القاعة "جلوس" فيجلس الجميع. يدخل رجال آخرون يلبسون بزّات عسكرية ويتقدّمهم رجل يضع قطعة قماش حمراء وزرقاء وبيضاء تمتدّ من كتفه الأيسر إلى جنبه الأيمن. يجلس الجميع. فأفهم أنّ الرّجل الأول هو القاضي ومعه مستشاروه وأنّ الوافدين الجدد هم المدّعي العام ومساعديه.
القاضي (مشيرا للحاجب ومتكلّما بلكنة غريبة): نادي على القضية الأولى.
الحاجب (صائحا): القضيّة عدد مائة وعشرة آلاف وسبعمائة وسبعة عشر.
القاضي (وهو ينظر إلى ملف أمامه): تفتتح الآن الجلسة الأولى في قضية الماخور العظيم.
القاضي (ملتفتا للمدّعي العام): ليتقدّم الإدّعاء العام بمذكّرته...
يقف المدّعي العام وراء مكتبه وهو يفتح ملفا ضخما بينما يلتف القاضي إلى كاتب المحكمة، الذي لم يكن سوى الرجل الذي يحمل الدفتر وأمره بنفس اللكنة الغريبة وبنبرة حادة: دوّن... دوّن كل شيء!
تتعلّق كل الأبصار بالمدّعي العام الذي يبدو رجلا أربعينيا فارع الطول وعلى وجهه من ملامح الصرامة والشدّة ما ترتعد له الفرائص.
المدّعي العام (متوجّها للقاضي): سيّدي القاضي، حضرات المستشارين، إنّنا اليوم نعيش ظروفا وأحداثا من الدّقة والخطورة بمكان بحيث لا يمكن التساهل معها أبدا. سيّدي القاضي، إن دولتنا الإفتراضيه وشعبنا العظيم، شعب الكروم والفروج، يواجه خطرا، لا بل أخطارا محدقة به من كلّ جانب وبمكاسبه الحداثية التي منّ بها علينا سيدنا نيتشه (ويرفع يده مشيرا إلى الصورة الجداريّة العملاقة خلف القاضي). إن زمرة من المفسدين والمخرّبين والإرهابيين والسفلة والحثالة البشرية يهدّدون أمن مواطني يربوعستاننا العظيمة وأهلها الميامين، أهل الأفكار النيّرة والقيم التقدميّة والفلسفة الحداثيّة السابقة لعصرها في محيطنا الإقليمي والدولي. إنّ الحرّية التي منّ بها علينا إلاهنا نيتشه وشرّعها لنا رسوله فرويد وقنّنها لنا حواريّه سارتر تواجه خطرا محدقا يمثّله شرذمة من الحاقدين، أعداء الوطن الإفتراضي الذي نعيش فيه. إنّهم يهدّدون أمن ومستقبل يربوعستاننا العزيزة ويتآمرون علينا وعلى بلدنا المتقدّم والحديث. إنهّم ...
القاضي (مقاطعا وقد بدا عليه الملل): ادخل في جوهر الموضوع.
المدّعي العام (محتجّا): ولكنّه جوهر الموضوع يا سيّدي القاضي. إنّ مكاسبنا وحرّيتنا ومستقبلنا أصبحت رهنا بيد زمرة من المارقين على أمّتنا اليربوعستانية الممتدّة من حمقستان في أقصى الشمال إلى غبائستان في أقصى الجنوب ومن بيرّاستان في أقصى الغرب إلى مؤخّرتستان في أقصى الشرق. إنّهم مجموعة من الخارجين عن القانون الصابئين على دين إلاهنا ومولانا نيتشه الأعظم ومتحدّين لسلطة العقل ونبراس المعرفة الأول والآخير الكافر بكل الأديان والشرائع والمحلّل لكل الحرّيات والفضائل في أرضنا المعطاء، أرض الشراب القراح والليالي الملاح.
القاضي (وقد ظهر عليه الضيق): اقرأ لي مذكّرة الإتهام.
المدّعي العام (وقد أخرج بعض الأوراق من بين طيّات ملفّه الضخم): بعد التحقيق والتحرّي، تمكّنت هيئة مكافحة الجريمة من اكتشاف مخطّط ومؤامرة يشرف عليه عدد غير محدّد من النساء والرّجال يستهدف أمن ومستقبل دولة يربوعستان النيتشاوية العظيمة. ويشرف على هذا المخطط أفراد كوّنوا جمعية غير مرخص فيها إسمها "مدوّنة النضال ضدّ الطابور الخامس" وتقوم هذه الجمعية بالنشر الالكتروني غير المرخّص على شبكة يربوعستان للمعلومات وتقوم كذلك بعمليات نوعية من نوع الإرهاب الفكري والإعتداء على المواطنين ومنعهم من الكتابة والتعبير وتعمل على نشر الفكر الإقصائي الضالّ وتشجّع على الكراهية والعنف وتضرب كل مبادئنا القومية القائمة على المبادئ الثورية لإلاهنا نيتشه ورسله باركهم الرّب، وتسعى إلى المسّ بأمن قُطر يربوعستان الإلحاد والحرّية. وعليه توجّه النيابة العامة إلى عدد غير محدود من الأشخاص، يشتبه في أنّهم ثلاثة -ولكنّنا نعتقد أنّهم أكثر من ذلك-، وهم الآن بحالة فرار -وهذا ما يجعل خطرهم أشدّ وأنكى-، مايلي من التّهم حسب دستور نيتشه العظيم: أوّلا، انتحال شخصيات أنثوية وارتكاب أعمال معكّرة للصفو العام بهذه الصفات. ثانيا، تكوين جمعية غير مرخّص فيها. ثالثا، تكوين جمعية تحثّ على الكراهية والإرهاب ونبذ الآخر والإقصاء. رابعا، التجمّع غير المرخّص فيه من سلط يربوعستان الإفتراضية. خامسا، النشر الالكتروني غير المرخّص فيه ومسك وتوزيع مواد الكترونية بغرض تعكير الصفو العام. سادسا، ارتكاب أعمال إرهاب فكري والتخويف ونشر الأفكار الهدّامة وغير الأخلاقية والقاتلة وغير اللائقة. سادسا، منع مواطني يربوعستان-نيتشه من التعبير بحرّية وممارسة الفاشيّة ونصب المشانق ومحاكم التفتيش ضدّهم. سابعا، الإنتماء لحركة التخونيج العلمي المعادية ليربوعستان ومبادئها.
تتعالى أصوات من الجمهور: لتسقط الفاشية... ليسقط الأعداء... نموت نموت ويحيا نيتشه... اشنقوهم... أعدموهم... ليسقط الأعداء... نموت نموت ويحيا نيتشه...
يضرب القاضي بمطرقته الذهبيّة على الطاولة ويعمّ الهدوء من جديد. وفي هذه الأثناء، ألتفت إلى يميني حيث تجلس سيّدتان تتوسّطهما آنسة في آخر الجمهور. لقد أثرن فضولي وانتباهي منذ البداية فقد كنّ جالسات في سكينة ودعة ويتبادلن من حين إلى آخر نظرات ذات مغزى. ولم تتمالك السيّدة الجالسة إلى اليمين نفسها فأبت إلاّ أن تطلق بسمة عريضة وهي تنظر إلى زميلاتها وتهمس بسخرية: لقد ذبحكنّ بسكين من خشب.
فرمقتها السيّدة الأخرى بنظرة جادّة وهي تهمس: لا ولكن يبدو أنّه من هواة التطبير.
تدخّلت الآنسة متسائلة: يبدو أنهم جادّون فيما يفعلون؟!
فضحكت الأولى وردّت: يحيا نيتشه.
فما كان من السيّدة الثانية إلاّ أن رمقتها بنظرة حادّة فقطعت الأولى ضحكتها وعادت تنظر إلى القوم وهم يستعدّون لاستقبال الشهود.
بعد ترقّب طويل، يخرج من جوف الباب الصغير رجل أشيب. يتقدّم قليلا ثم يصرخ: "محكمة...". يقف كلّ الحاضرين وتتّجه الأبصار صوب الباب. بعد برهة، يخرج أربعة رجال يلبسون بزّات عسكرية تلمع نياشينها وميدالياتها ويخرج إثرهم رجل آخر يحمل دفترا في يده. يجلس أحد الرّجال الأربعة ويجلس الآخرون إثره وراء المكتب الكبير بينما يبقى العسكري الآخر واقفا. يلتفت الرجل الذي جلس أوّلا ويشير إلى الحاجب بيده فيصيح في القاعة "جلوس" فيجلس الجميع. يدخل رجال آخرون يلبسون بزّات عسكرية ويتقدّمهم رجل يضع قطعة قماش حمراء وزرقاء وبيضاء تمتدّ من كتفه الأيسر إلى جنبه الأيمن. يجلس الجميع. فأفهم أنّ الرّجل الأول هو القاضي ومعه مستشاروه وأنّ الوافدين الجدد هم المدّعي العام ومساعديه.
القاضي (مشيرا للحاجب ومتكلّما بلكنة غريبة): نادي على القضية الأولى.
الحاجب (صائحا): القضيّة عدد مائة وعشرة آلاف وسبعمائة وسبعة عشر.
القاضي (وهو ينظر إلى ملف أمامه): تفتتح الآن الجلسة الأولى في قضية الماخور العظيم.
القاضي (ملتفتا للمدّعي العام): ليتقدّم الإدّعاء العام بمذكّرته...
يقف المدّعي العام وراء مكتبه وهو يفتح ملفا ضخما بينما يلتف القاضي إلى كاتب المحكمة، الذي لم يكن سوى الرجل الذي يحمل الدفتر وأمره بنفس اللكنة الغريبة وبنبرة حادة: دوّن... دوّن كل شيء!
تتعلّق كل الأبصار بالمدّعي العام الذي يبدو رجلا أربعينيا فارع الطول وعلى وجهه من ملامح الصرامة والشدّة ما ترتعد له الفرائص.
المدّعي العام (متوجّها للقاضي): سيّدي القاضي، حضرات المستشارين، إنّنا اليوم نعيش ظروفا وأحداثا من الدّقة والخطورة بمكان بحيث لا يمكن التساهل معها أبدا. سيّدي القاضي، إن دولتنا الإفتراضيه وشعبنا العظيم، شعب الكروم والفروج، يواجه خطرا، لا بل أخطارا محدقة به من كلّ جانب وبمكاسبه الحداثية التي منّ بها علينا سيدنا نيتشه (ويرفع يده مشيرا إلى الصورة الجداريّة العملاقة خلف القاضي). إن زمرة من المفسدين والمخرّبين والإرهابيين والسفلة والحثالة البشرية يهدّدون أمن مواطني يربوعستاننا العظيمة وأهلها الميامين، أهل الأفكار النيّرة والقيم التقدميّة والفلسفة الحداثيّة السابقة لعصرها في محيطنا الإقليمي والدولي. إنّ الحرّية التي منّ بها علينا إلاهنا نيتشه وشرّعها لنا رسوله فرويد وقنّنها لنا حواريّه سارتر تواجه خطرا محدقا يمثّله شرذمة من الحاقدين، أعداء الوطن الإفتراضي الذي نعيش فيه. إنّهم يهدّدون أمن ومستقبل يربوعستاننا العزيزة ويتآمرون علينا وعلى بلدنا المتقدّم والحديث. إنهّم ...
القاضي (مقاطعا وقد بدا عليه الملل): ادخل في جوهر الموضوع.
المدّعي العام (محتجّا): ولكنّه جوهر الموضوع يا سيّدي القاضي. إنّ مكاسبنا وحرّيتنا ومستقبلنا أصبحت رهنا بيد زمرة من المارقين على أمّتنا اليربوعستانية الممتدّة من حمقستان في أقصى الشمال إلى غبائستان في أقصى الجنوب ومن بيرّاستان في أقصى الغرب إلى مؤخّرتستان في أقصى الشرق. إنّهم مجموعة من الخارجين عن القانون الصابئين على دين إلاهنا ومولانا نيتشه الأعظم ومتحدّين لسلطة العقل ونبراس المعرفة الأول والآخير الكافر بكل الأديان والشرائع والمحلّل لكل الحرّيات والفضائل في أرضنا المعطاء، أرض الشراب القراح والليالي الملاح.
القاضي (وقد ظهر عليه الضيق): اقرأ لي مذكّرة الإتهام.
المدّعي العام (وقد أخرج بعض الأوراق من بين طيّات ملفّه الضخم): بعد التحقيق والتحرّي، تمكّنت هيئة مكافحة الجريمة من اكتشاف مخطّط ومؤامرة يشرف عليه عدد غير محدّد من النساء والرّجال يستهدف أمن ومستقبل دولة يربوعستان النيتشاوية العظيمة. ويشرف على هذا المخطط أفراد كوّنوا جمعية غير مرخص فيها إسمها "مدوّنة النضال ضدّ الطابور الخامس" وتقوم هذه الجمعية بالنشر الالكتروني غير المرخّص على شبكة يربوعستان للمعلومات وتقوم كذلك بعمليات نوعية من نوع الإرهاب الفكري والإعتداء على المواطنين ومنعهم من الكتابة والتعبير وتعمل على نشر الفكر الإقصائي الضالّ وتشجّع على الكراهية والعنف وتضرب كل مبادئنا القومية القائمة على المبادئ الثورية لإلاهنا نيتشه ورسله باركهم الرّب، وتسعى إلى المسّ بأمن قُطر يربوعستان الإلحاد والحرّية. وعليه توجّه النيابة العامة إلى عدد غير محدود من الأشخاص، يشتبه في أنّهم ثلاثة -ولكنّنا نعتقد أنّهم أكثر من ذلك-، وهم الآن بحالة فرار -وهذا ما يجعل خطرهم أشدّ وأنكى-، مايلي من التّهم حسب دستور نيتشه العظيم: أوّلا، انتحال شخصيات أنثوية وارتكاب أعمال معكّرة للصفو العام بهذه الصفات. ثانيا، تكوين جمعية غير مرخّص فيها. ثالثا، تكوين جمعية تحثّ على الكراهية والإرهاب ونبذ الآخر والإقصاء. رابعا، التجمّع غير المرخّص فيه من سلط يربوعستان الإفتراضية. خامسا، النشر الالكتروني غير المرخّص فيه ومسك وتوزيع مواد الكترونية بغرض تعكير الصفو العام. سادسا، ارتكاب أعمال إرهاب فكري والتخويف ونشر الأفكار الهدّامة وغير الأخلاقية والقاتلة وغير اللائقة. سادسا، منع مواطني يربوعستان-نيتشه من التعبير بحرّية وممارسة الفاشيّة ونصب المشانق ومحاكم التفتيش ضدّهم. سابعا، الإنتماء لحركة التخونيج العلمي المعادية ليربوعستان ومبادئها.
تتعالى أصوات من الجمهور: لتسقط الفاشية... ليسقط الأعداء... نموت نموت ويحيا نيتشه... اشنقوهم... أعدموهم... ليسقط الأعداء... نموت نموت ويحيا نيتشه...
يضرب القاضي بمطرقته الذهبيّة على الطاولة ويعمّ الهدوء من جديد. وفي هذه الأثناء، ألتفت إلى يميني حيث تجلس سيّدتان تتوسّطهما آنسة في آخر الجمهور. لقد أثرن فضولي وانتباهي منذ البداية فقد كنّ جالسات في سكينة ودعة ويتبادلن من حين إلى آخر نظرات ذات مغزى. ولم تتمالك السيّدة الجالسة إلى اليمين نفسها فأبت إلاّ أن تطلق بسمة عريضة وهي تنظر إلى زميلاتها وتهمس بسخرية: لقد ذبحكنّ بسكين من خشب.
فرمقتها السيّدة الأخرى بنظرة جادّة وهي تهمس: لا ولكن يبدو أنّه من هواة التطبير.
تدخّلت الآنسة متسائلة: يبدو أنهم جادّون فيما يفعلون؟!
فضحكت الأولى وردّت: يحيا نيتشه.
فما كان من السيّدة الثانية إلاّ أن رمقتها بنظرة حادّة فقطعت الأولى ضحكتها وعادت تنظر إلى القوم وهم يستعدّون لاستقبال الشهود.
0 تعليقات