أشعر أحياناً برغبة شديدة للضحك المجلجل عندما أقرأ لبعض الكتاب العرب وهم يبشّرون بظهور قوى عالمية جديدة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية، لعلها تزيحها عن سدة القيادة والهيمنة في العالم. فهناك الكثير من المقالات التي تبشـّر هذه الأيام مثلاً بصعود المارد الصيني أو الروسي، وكأن الصينيين والروس سينصفوننا فيما لو تولوا قيادة المعمورة. لا أدري لماذا يغيب عن بال الذين يرنون إلى ظهور أقطاب عالمية جديدة أنه ليس هناك مستعمر جيد ومستعمر قبيح، إلا ربما بدرجة القبح فقط. فإذا ظهرت قوى هيمنة جديدة فلن تكون مجرد جمعية خيرية، بل لها أطماعها ومشاريعها ومخططاتها التي عملت من أجلها طويلاً. وبالتالي بدلاً من الاستنجاد بالقوى الصاعدة على الولايات المتحدة، علينا أن نقوي أنفسنا كي لا نكون لقمة سائغة لا للمستعمرين الحاليين ولا للمستعمرين القادمين.
ليست هناك دول كبرى خيرة على مدى الزمان خاصة أن كل الدول التي سادت تاريخياً عملت بمقولة هوبز المفكر والفيلسوف الإنجليزي الشهير الذي اعتبر أن "الإنسان ذئب للإنسان". كما أنه ليس هناك مستعمر أفضل من آخر. وكما يقول المثل: "ما بتعرف خيرو حتى تجرب غيرو". فقد فعل المغول والتتار ببغداد ما فعله الأمريكيون وأكثر قبل مئات السنين.
كل القوى التي وجدت لديها فائض قوة حاولت استخدامه واستغلاله خارج حدودها. فعلها الرومان من قبل والبرتغاليون والبريطانيون والفرنسيون والعثمانيون وأيضاً العرب والمسلمون. فعندما وجد الأمويون لديهم قوة فائضة ذهبوا بها إلى بلاد الغال (فرنسا حالياً)، وخاضوا هناك معركتهم الشهيرة المعروفة بـ"بلاط الشهداء". لم يذهب العرب إلى هناك من أجل الاستجمام، أو صيد الحمام البري، بل من أجل أغراض استعمارية. لم يتوجهوا إلى أقاصي إندونيسيا في رحلة حول العالم، بل لنشر دعوتهم وثقافتهم واستغلال الأمم الأخرى. أما استبدالهم كلمة استعمار بكلمة فتوحات فهذا لا يغير من الأمر شيئاً. لا يمكن أن نضحك على الناس بمجرد تغيير المسميات.
إن الكثير من العرب ينظر إلى الصين نظرة ودودة ويعتبرها دولة خيرة وطيبة ومسالمة، فهي لم تحاول حتى الآن أن تستعمر دولاً أخرى بالرغم من قوتها الهائلة وعدد سكانها الرهيب. لكن كل من ينظر إلى الصين هذه النظرة الساذجة فهو لا يعرف الحقيقة كاملة. فالصين لم تحاول استغلال فائض قوتها حتى الآن في تصديره إلى الخارج لأنه ليس لديها ما يكفي من فائض القوة كي تستغله خارجياً. لكن لا تتفاجأوا، فقد شهدت إحدى الجامعات الصينية قبل فترة مؤتمراً مهماً تحت عنوان "الدور الرسالي للصين في العالم". والمقصود بالدور الرسالي أن الصين بدأت تراودها أحلام السيطرة على الغير، وهي تفكر الآن بأن يكون لها رسالة في هذا العالم، وهو الاسم الكودي للاستعمار. إذن هي تستعد. ويجب ألا نصاب بالدهشة بعد عقود إذا وجدنا الصين تنتقل من الهيمنة على تايوان المتنازع عليها إلى مناطق أخرى، خاصة أن بكين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو أحد مظاهر الهيمنة المطلوبة. ولا أعتقد أن قوى عظمى كاليابان وألمانيا لا تراودهما أحلام الهيمنة لولا المعاهدات المقيدة لهما منذ هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية. وربما اكتفت برلين وطوكيو حتى الآن بالهيمنة الاقتصادية والتجارية الهائلة على العالم، خاصة أنه قلما يخلو بيت في العالم من السلع الإلكترونية اليابانية الباسطة نفوذها على الجميع على أمل أن تتاح لهما فرصة الاستعمار والسيطرة على الغير لاحقاً.
علينا أن نعرف أن الكبار يفكرون بعقلية أخرى غير تلك التي يفكر بها الصغار. وكما يقول المثل الشعبي: "على قدر بساطك مد رجليك". وبما أن البساط المتوفر للدول الكبرى طويل للغاية فلا بد من استغلاله إلى أقصاه. وقبل أن ندين قوى التسلط والهيمنة ونذرف الدموع على البلدان المستضعفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، لا بد أن نعرف أن هناك ما يشبه القانون الطبيعي الذي يشجع هيمنة القوي على الضعيف تماماً كما هو الوضع في الغابة، فكما أن لدى الحيوانات العاشبة القابلية للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة، فإن لدى الإنسان المتخلف القابلية للاستعمار كما أوضح من قبل المفكر الجزائري مالك بن نبي. لا فرق أبداً بين الإنسان والحيوان، فالحيوان صاحب الجسم القوي والمخالب الجارحة والسرعة الرهيبة والأنياب القاطعة لن يخلد إلى مداعبة الفراشات الحالمة والتسلي برحيق الزهور، بل سيستخدم كل ما توافر له من عناصر القوة للتنكيل بالحيوانات الضعيفة وإخضاعها واستباحتها. لكنه بالتأكيد لن يتعرض لحيوان آخر من صنفه. فالأسد لا يحاول إخضاع الأسود الأخرى والنمر لا يحاول فرض سطوته على نمر آخر وكذلك الفهد. وهكذا الأمر بالنسبة للدول العظمى.
لقد وجدت الولايات المتحدة نفسها مثلاً تستحوذ على أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية وعلمية وإعلامية وثقافية في التاريخ هذا في الوقت الذي ترزح فيه المنطقة العربية تحت تخلف اقتصادي وعلمي واجتماعي وثقافي رهيب. بعبارة أخرى لدينا نحن العرب فراغ هائل يجب أن يُملأ. وقانون الطبيعة لا يسمح بوجود فراغات. لقد وجدت أمريكا لدينا ثروات نفطية خيالية يسيل لها لعاب الدول المتقدمة ونحن ليس لدينا حتى القدرة على معرفة مكامنها ناهيك عن أن يكون بوسعنا استخراجها، مما جعل الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان يصف بنوع من العنصرية الدول العربية المنتجة للبترول بأنها مجرد "محطات وقود" للأمريكيين. هل نلومه على نظرته الدونية للتخلف العربي؟ بالطبع لا. فنحن لم نستطع، بفضل "قيادتنا العربية الرشيدة" أن نعلم أكثر من سبعين مليوناً من سكان الوطن العربي الحروف الهجائية بعد، في وقت تعتبر فيه إسرائيل الأمي الحقيقي لديها ذلك الشخص الذي ليس لديه جهاز كومبيوتر، ناهيك عن أننا لم نتمكن من تصنيع أبسط مستلزماتنا حيث نستورد الفول والفلافل والطعمية والغترة والعقال من الغرب واليابان. فكيف لنا أن نخترع المعدات الثقيلة التي تكتشف الثروات تحت باطن الأرض، وتستخرجها وتكررها، وتصنعها، وتحولها إلى سلع عجيبة غريبة؟ وكذلك الأمر بالنسبة للأفارقة فقد حباهم الله بثروات هائلة ومعادن نفيسة في باطن أرضهم، لكنهم لم يتمكنوا من استغلالها فوقعوا فريسة للقوى التي تعرف كيف تستغل الطبيعة والإنسان ليصبحوا مثلنا ضحايا للمستعمرين الأمريكيين الجدد.
وللمستبشرين بالقوة الصينية الصاعدة، أود أن أشير إلى أنها دخلت مسبقاً في صراع استعماري مع الأمريكيين على أفريقيا من أجل المعادن والنفط. ولولا وجود الصينيين في دارفور، لما أثارت أمريكا كل هذه الضجة حول السودان، ولما طالبت بمحاكمة البشير. إنه مجرد تنافس استعماري على الفرائس لا أكثر ولا أقل.
ليست هناك دول كبرى خيرة على مدى الزمان خاصة أن كل الدول التي سادت تاريخياً عملت بمقولة هوبز المفكر والفيلسوف الإنجليزي الشهير الذي اعتبر أن "الإنسان ذئب للإنسان". كما أنه ليس هناك مستعمر أفضل من آخر. وكما يقول المثل: "ما بتعرف خيرو حتى تجرب غيرو". فقد فعل المغول والتتار ببغداد ما فعله الأمريكيون وأكثر قبل مئات السنين.
كل القوى التي وجدت لديها فائض قوة حاولت استخدامه واستغلاله خارج حدودها. فعلها الرومان من قبل والبرتغاليون والبريطانيون والفرنسيون والعثمانيون وأيضاً العرب والمسلمون. فعندما وجد الأمويون لديهم قوة فائضة ذهبوا بها إلى بلاد الغال (فرنسا حالياً)، وخاضوا هناك معركتهم الشهيرة المعروفة بـ"بلاط الشهداء". لم يذهب العرب إلى هناك من أجل الاستجمام، أو صيد الحمام البري، بل من أجل أغراض استعمارية. لم يتوجهوا إلى أقاصي إندونيسيا في رحلة حول العالم، بل لنشر دعوتهم وثقافتهم واستغلال الأمم الأخرى. أما استبدالهم كلمة استعمار بكلمة فتوحات فهذا لا يغير من الأمر شيئاً. لا يمكن أن نضحك على الناس بمجرد تغيير المسميات.
إن الكثير من العرب ينظر إلى الصين نظرة ودودة ويعتبرها دولة خيرة وطيبة ومسالمة، فهي لم تحاول حتى الآن أن تستعمر دولاً أخرى بالرغم من قوتها الهائلة وعدد سكانها الرهيب. لكن كل من ينظر إلى الصين هذه النظرة الساذجة فهو لا يعرف الحقيقة كاملة. فالصين لم تحاول استغلال فائض قوتها حتى الآن في تصديره إلى الخارج لأنه ليس لديها ما يكفي من فائض القوة كي تستغله خارجياً. لكن لا تتفاجأوا، فقد شهدت إحدى الجامعات الصينية قبل فترة مؤتمراً مهماً تحت عنوان "الدور الرسالي للصين في العالم". والمقصود بالدور الرسالي أن الصين بدأت تراودها أحلام السيطرة على الغير، وهي تفكر الآن بأن يكون لها رسالة في هذا العالم، وهو الاسم الكودي للاستعمار. إذن هي تستعد. ويجب ألا نصاب بالدهشة بعد عقود إذا وجدنا الصين تنتقل من الهيمنة على تايوان المتنازع عليها إلى مناطق أخرى، خاصة أن بكين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو أحد مظاهر الهيمنة المطلوبة. ولا أعتقد أن قوى عظمى كاليابان وألمانيا لا تراودهما أحلام الهيمنة لولا المعاهدات المقيدة لهما منذ هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية. وربما اكتفت برلين وطوكيو حتى الآن بالهيمنة الاقتصادية والتجارية الهائلة على العالم، خاصة أنه قلما يخلو بيت في العالم من السلع الإلكترونية اليابانية الباسطة نفوذها على الجميع على أمل أن تتاح لهما فرصة الاستعمار والسيطرة على الغير لاحقاً.
علينا أن نعرف أن الكبار يفكرون بعقلية أخرى غير تلك التي يفكر بها الصغار. وكما يقول المثل الشعبي: "على قدر بساطك مد رجليك". وبما أن البساط المتوفر للدول الكبرى طويل للغاية فلا بد من استغلاله إلى أقصاه. وقبل أن ندين قوى التسلط والهيمنة ونذرف الدموع على البلدان المستضعفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، لا بد أن نعرف أن هناك ما يشبه القانون الطبيعي الذي يشجع هيمنة القوي على الضعيف تماماً كما هو الوضع في الغابة، فكما أن لدى الحيوانات العاشبة القابلية للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة، فإن لدى الإنسان المتخلف القابلية للاستعمار كما أوضح من قبل المفكر الجزائري مالك بن نبي. لا فرق أبداً بين الإنسان والحيوان، فالحيوان صاحب الجسم القوي والمخالب الجارحة والسرعة الرهيبة والأنياب القاطعة لن يخلد إلى مداعبة الفراشات الحالمة والتسلي برحيق الزهور، بل سيستخدم كل ما توافر له من عناصر القوة للتنكيل بالحيوانات الضعيفة وإخضاعها واستباحتها. لكنه بالتأكيد لن يتعرض لحيوان آخر من صنفه. فالأسد لا يحاول إخضاع الأسود الأخرى والنمر لا يحاول فرض سطوته على نمر آخر وكذلك الفهد. وهكذا الأمر بالنسبة للدول العظمى.
لقد وجدت الولايات المتحدة نفسها مثلاً تستحوذ على أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية وعلمية وإعلامية وثقافية في التاريخ هذا في الوقت الذي ترزح فيه المنطقة العربية تحت تخلف اقتصادي وعلمي واجتماعي وثقافي رهيب. بعبارة أخرى لدينا نحن العرب فراغ هائل يجب أن يُملأ. وقانون الطبيعة لا يسمح بوجود فراغات. لقد وجدت أمريكا لدينا ثروات نفطية خيالية يسيل لها لعاب الدول المتقدمة ونحن ليس لدينا حتى القدرة على معرفة مكامنها ناهيك عن أن يكون بوسعنا استخراجها، مما جعل الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان يصف بنوع من العنصرية الدول العربية المنتجة للبترول بأنها مجرد "محطات وقود" للأمريكيين. هل نلومه على نظرته الدونية للتخلف العربي؟ بالطبع لا. فنحن لم نستطع، بفضل "قيادتنا العربية الرشيدة" أن نعلم أكثر من سبعين مليوناً من سكان الوطن العربي الحروف الهجائية بعد، في وقت تعتبر فيه إسرائيل الأمي الحقيقي لديها ذلك الشخص الذي ليس لديه جهاز كومبيوتر، ناهيك عن أننا لم نتمكن من تصنيع أبسط مستلزماتنا حيث نستورد الفول والفلافل والطعمية والغترة والعقال من الغرب واليابان. فكيف لنا أن نخترع المعدات الثقيلة التي تكتشف الثروات تحت باطن الأرض، وتستخرجها وتكررها، وتصنعها، وتحولها إلى سلع عجيبة غريبة؟ وكذلك الأمر بالنسبة للأفارقة فقد حباهم الله بثروات هائلة ومعادن نفيسة في باطن أرضهم، لكنهم لم يتمكنوا من استغلالها فوقعوا فريسة للقوى التي تعرف كيف تستغل الطبيعة والإنسان ليصبحوا مثلنا ضحايا للمستعمرين الأمريكيين الجدد.
وللمستبشرين بالقوة الصينية الصاعدة، أود أن أشير إلى أنها دخلت مسبقاً في صراع استعماري مع الأمريكيين على أفريقيا من أجل المعادن والنفط. ولولا وجود الصينيين في دارفور، لما أثارت أمريكا كل هذه الضجة حول السودان، ولما طالبت بمحاكمة البشير. إنه مجرد تنافس استعماري على الفرائس لا أكثر ولا أقل.
بقلم: فيصل القاسم
المصدر: عن صحيفة الشرق القطريّة (النسخة الإلكترونية)
قد يكون الد فيصل القاسم من اشهر الاعلاميين العرب و رائدا لبرامج الحوارات السياسية
لكن ما كتبه يصنف في خانة السفسطة العلم العربي في حاجة ملحة لنهضة على جميع المجالات
اما هذا واما فالحال سائر كما هو
نصيحة اخوية غياب الديمقراطية ونفي الاخر وتصنيفه على اساس سلطة غير شرعية
يخلق العداء حتى في بلد به بضع ملايين ومئات من المدونين
no offense
تحياتي
و المضحك أنو العديد من العرب و المسلمين يعتقدون أن إيران عدوّة إسرائيل و هي بصدد تسليح نفسها لمواجهة إسرائيل. نسي هاؤلاء كيف قتل صدام حسين العربي مئات الألاف من الإيرانيين، و أن إيران تستهدف نفوذها و مصالحها في الخليج الفارسي، و هذا من حقّها.
فقد توكّل الشعب العربي على الإتحاد السوفياتي في الستّينيات. ثم توكّل على صدام حسين و "جيشه العضيم" لتحرير القدس و تخليصهم من الإستعمار و الهيمنة الأمريكية. و الأن نسمع البعض يتحدث على الصين و إيران إلخ، ...
يجب تثقيف الشارع العربي في هذه الأمور، و تخليصهم من هذه السذاجة، و إخراجهم من سباتهم العميق. فيبدو أن رجّة إحتلال العراق لم تكن كافية.
أودن: مرحبا بيك.
الحقيقة، عندي مشكلة مع تعليقك اللي هي الغموض متاعو. قريتو برشة مرات باش نحاول نفهمو بالصحيح لكن نستعرف اللي آنا موش متأكدة كان فعلا فهمتو بالصحيح.
على كل، بالنسبة لمقال فيصل قاسم، ما نعرفش علاش انت وصفتو بالسفسطة وماذا بي كان تفسرلي علاش. خاطر آنا نرا كلامو منطقي جدا وطرحوا متماسك. الراجل يتكلم على حقائق جيوسياسية معروفة وأشار لنظريات معروفة في تفسير مسألة الإستعمار كمقالة هوبز ومالك بن نبي. ما جاب شيء من عندو. كل اللي عملو هو أنو حط الأمور في إطارها الحيني الواقعي. وبالتالي ما نعرفش وين "السفسطة" هنا؟
"العلم العربي في حاجة ملحة لنهضة على جميع المجالات
اما هذا واما فالحال سائر كما هو"
الراجل قال في بداية كلامو ما يلي "وبالتالي بدلاً من الاستنجاد بالقوى الصاعدة على الولايات المتحدة، علينا أن نقوي أنفسنا كي لا نكون لقمة سائغة لا للمستعمرين الحاليين ولا للمستعمرين القادمين." وهاذي واحدة من أهم الأفكار اللي قدمها إذا ما كانتش الأهم. وفي الفقرة قبل الأخيرة أطنب في تحليل مقالة "محطة الوقود" لتوماس فريدمان وفسّر علاش وكيفاش وقال اللي الوضع راهو يحشّم! ما نعرفش إذا كنت انت تمعنت بشكل جيد في مفاصل المقال وإلا مرّيت عليه مرور عرضي سطحي!
"نصيحة اخوية غياب الديمقراطية ونفي الاخر وتصنيفه على اساس سلطة غير شرعية
يخلق العداء حتى في بلد به بضع ملايين ومئات من المدونين"
سامحني بالفعل حرت وحار دليلي في كلامك هاذا. توة كلمة "نصيحة أخوية" معناها أنو الكلام موجه لي آنا (أو لينا احنا) لكن كي نشوف نرا تعابير من قبيل (غياب الديمقراطية) و(نفي الآخر ... كسلطة شرعية) و(عداء)؟ تعابير عندها مدلول سياسي يتجاوز إطار مدونة متواضعة لعباد ما عندها حتى علاقة بالسياسة!
نحب فعلا نعرف اشنوة المقصود بالتعابير هاذي: غياب الديمقراطية عند شكون؟ عندنا احنا في المدونة هاذي؟ وإلا في الدول العربية؟ وإلا وين؟
ونفي الآخر؟ شكونو الآخر هاذا؟ الناس اللي يختلفو معانا في الرؤية والمبدأ؟ وإذا هاذي هي الإجابة، كيفاش احنا نفيناهم؟
وشكون "السلطة الشرعية" اللي صنفناها على أنها "غير شرعية"؟
ثم بالنسبة "للعداء": على اي مستوى تقصد؟ ايديولوجي؟ شخصي؟
فسرلي سيدي خويا باش نجم نفهمك ونجم نجاوبك... نتمنى أنك ما تهربش كيما عمل غيرك وما يبقاش كلامك مجرد كلام تعميمي تعويمي مطلق.
شكرا لمرورك وتقبل تحياتي،
سفيان: عالسلامة، وينك يا راجل؟ عندك مدة ما ظهرتش؟
بالنسبة لكلامك نرا أنو معقول ومنطقي. لكن في رأيي يلزمنا نتجاوزو مرحلة "التشخيص" لمرحلة "العلاج". الحل في تقديري هو "تنوير العقول". تقلّي أمر مستحيل في بلدان الأمية فيها وصلت مستويات ترشّحنا لموسوعة غينيس بامتياز. نقلك الحل لا يمكن أنو يكون عاجل بأي حال من الأحوال. الحل باش ياخو على الأقل أربعة إلى خمسة أجيال، معناها كان لطف بينا ربي قرن ع القليلة. هاذاكة علاش كل واحد يلزم يبدا يصلّح روحو وأولادو والبقية توة تجي بالشويّة بالشويّة. يزّينا من سبّان الظروف والبكاء على الأطلال وخلّينا إيجابيين وعمليين. يا سي سفيان, كلمة السر هي العلم والعمل. أي برّة يعيّشك اخدم ولاّ اقرا على روحك. هههههههه :))
شكرا لمرورك ومرحبا بيك.