ينظّر الكثيرون ومنهم جوقة حزب الديك على سبيل المثال، لما يسمّى "بالديمقراطية الغربية في البلدان العربية". يبدو المصطلح ركيكا مهتزًّا منذ النظرة الأولى لأنه يطلق أحكاما جائرة ويتعسّف على اللغة كثيرا جدا. فمن مقابلة ماكرة للعرب بالغرب إلى ربط شبه حصري لهذا الغرب بالديمقراطية. فالأولى يقصدون بها أنّ شمس الحداثة والحرّية والعدالة لا تشرق إلاّ من غرب مستنير على شرق مظلم غارق في الرمال. أما الثانية فإنها تعطيك الإنطباع بأنّ الديمقراطية مكنسة أو ثلاجة أو خلاّط من إنتاج واحد من المصانع الليبرالية المنتشرة كالفطر في هذا الغرب الفسيح. مثل هذه الأفكار العقيمة تجد عند السذّج ومرضى الأنفس وتجّار الأرض والعرض هوى وتقديرا واستحسانا. فأما السذّج فيعجبهم عذب الكلام وتفتنهم بلاغة الخطاب ويغريهم جمال الحلم. وأما ضعاف النفوس ومرضى الضمائر فلا شيء أحبّ إليهم أكثر من "ديمقراطية" تمرّ عبر فرج فتاة شابّة في عربة مترو تائهة في الزحام أو "حقوق إنسان" تمارس برشفة نبيذ معتّق في مكتب حكومي فخم يتقاسمها الموظف الخمسيني مع سكريترته الحسناء. وأما تجّار الأرض والعرض فهؤلاء كيهود بني قريضة واقفون مع الواقفين ولا ولاء لهم إلاّ لأنفسهم. وكلّ يجد في المسكر ما يروي عطشه ويجلب له النشوة وأما البقية فمجرّد تفاصيل.
ما أجمل كلام كهذا الكلام:
"معركتنا هي تحقيق الحرية والعدالة وسيادة القانون فوق الجميع في بلدنا تونس، وما يمكن أن يهدّد معركتنا هذه من خارجها. أي التفاف حول معارك أجنبية أو افتعال معارك داخلية لا يصبّ في مصلحة أحد غير المستفيدين من بقاء الاستبداد والفساد وغياب الديمقراطية وحرية المعتقد والتفكير والتعبير."
لكن هذا الكلام الجميل
، المنمّق والرنّان يفقد بريقه ويغدو جيفة تتحلّق حولها الغربان لمّا يقترن بكلام كهذا:
"انا اريد حرية وعلمانية وديمقراطية اسرائيل وامريكا عندنا."
هذا الانشاء من آخر ما تفتّقت عنه القريحة المريضة لزعيم كوك
لس كلان الملحدين في أرض ابن خلدون والحداد وحشاد. قد يلومني البعض على قولي هذا. ولكن مهلا من فضلكم. منذ أيام، أحيا الوطن ذكرى يوم مضيء في تاريخه، يوم خرج المئات ليطالبوا بالكرامة والحرية الوطنية والبرلمان التونسي ففتحت عليهم الديمقراطية الفرنسية النار واِرتوت أرض اُغتصبت لثلاثة أرباع قرن بدمائهم وشلاّلات من دموع اليتامى والثكالى. فهل قرأتم لهؤلاء نصًّا واحدا يُذكّر بتضحيات هؤلاء الرجال البررة الذين سطّروا تاريخ البلد بعرقهم ودمائهم ودموع أطفالهم وعذابات أهاليهم؟ أليسوا هم -جماعة حزب الديك- من يعتبرون تلك الانتفاضة الأبيّة ومثيلاتها، "دروشة جماعية" قياسا على ما قالوه لمّا أعاد التاريخ نفسه -بفوارق بسيطة- بعد سبعين سنة؟
سهل جدا أن نتكلّم عن المبادىء، صعب جدا أن نطبّقها في حياتنا. فما بالك لو كانت المبادىء مجرّد شعارات جوفاء يجعلونها مطيّة لما هو أدهى وأم
رّ؟ أليست الغاية -في الفكر الليبرالي- تبرّر الوسيلة؟ هي إذن أسئلة من وحي هذا الزمن العفن. أسئلة لا يجدون الشجاعة للإجابة عليها. فكيف لقاض أن يُحاكم نفسه؟ وكيف "لمناضل من أجل الحرية والديمقراطية" أن يشهد بأنّ كلّ أهدافه امرأة ينكحها وكأس يتجرّعه في رشفة واحدة في أيّ مكان يريد دون أن يقام أذان يزعج نشوته أو يرى محجّبة تذكّره بأنّ للكون ربّ يمهل ولا يهمل وأنه لا ريب ملاقيه ولو بعد حين!
ولكن دعونا من هذا وذاك. فلا ريب سيقولون محاكم تفتيش وتنقيب في الضمائر وتحقيق حول العمالة والخيانة. دعونا نفترض جدلا -كالعادة- أنّ هؤلاء صادقون في قولهم، مخلصون في عزمهم ونبلاء في مقصدهم. دعونا كما تعوّدنا أن نكون، نحسن الظن ونبحث في الأمر قبل أن نحكم عليه. دعونا نُسائل هذه "الديمقراطية-النموذج" التي يريدون استيرادها لنا تماما كما تفعل حكومتنا لتملأ بطوننا من القمح الأمريكي المعالج جينيّا. ألا يحقّ لنا أن نعرف قياسات "منظومة القيم الكونية" التي يريدون أن يلبسوها لشعب بالكاد يفكّ الحرف ويسدّ رمقه من خبز تتكرّم به علينا "الديمقراطية الغربية" بثمن ندفعه من كرامتنا ووجودنا وتاريخنا؟ ألا يحق للمحكوم بالإعدام أن يسأل بأيّ وسيلة سيغادر هذا العالم؟ مرّة أخرى، هي أسئلة من وحي هذا الزمن العفن!
الديمقراطية قيمة محمودة ومرغوبة، قاتل من أجلها البشر منذ آلاف السنين. إنها رحلة بين المعنى والمبنى وما أجملها من رحلة! بدايتها عند المعنى حيث يتساوى بنو البشر في ظروف معيّنة ورغمًا عن أنف أيّ اختلاف قد يقسّمهم أكثر من أن يجمعهم، كالجنس أو اللون أو اللغة أو الدين. يتساوى هؤلاء في التأثير على حاضر ومستقبل المجموعة / المجتمع / الدولة التي ينتمون إليها. هي في معناها السطر الذي يقف خلفه الجميع بالتساوي قبل إطلاق صفارة البداية في سباق العمل من أجل "الوطن-الأمّة" كل حسب قناعاته وأفكاره. معنًا جميل! كيف لا والزوج والزوجة والخادمة والزّنجي الذي يدير محل البقالة في طرف الشارع وصبيّ الجرائد والجارة الراهبة، جميعهم لهم صوت بوزن واحد يُسمع بنفس الدرجة في أرجاء هذا البلد
الممتدّ. معنًا يحيل قطعا على المبنى وهذا من ذاك وبين هذا وذاك رحلة درامية تفيض شجونًا. مبنى الديمقراطية هي تلك المؤسّسات التي بنيناها جميعا لتخدمنا جميعا بشكل متساو وأيضا تتأثّر بنا جميعا بشكل متساو ومهما كانت الظروف.
الديمقراطية إذن تنبع من إرادة المساواة والمساواة جوهر العدالة. والعدالة صمّام الأمان في المجتمع. فإذا عدلت أمنت وإذا أمنت نمت قرير العين. والعدل أساس العمران. ولا يتوفّر العدل إلا إذا كان المرء حرّا له إرادة الإختيار. وغير ذلك جبر وتسيير، ومحاسبة المرء على ما استكره عليه ظلم بائن وفساد في الأرض. إذن تقوم الديمقراطية على دعائم راسخة أولها العدالة والحرية. ومجمل هذه الدعائم تكوّن أساس المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع. منظومة تراوح في مكوّناتها بين ثوابت كونية لا تتغيّر بالزمان والمكان ومتغيّرات تستجيب لشروط العقد الاجتماعي والأخلاقي الذي اختاره المجتمع ديدنا ومنهجا له. ومساحة الثوابت والمتغيّرات في تحوّل مستمرّ. ولكن ثمّة سؤال أساسي: ماهي الأخلاق؟ صعب إيجاد تعريف شامل لها ورغم ذلك لنعتبرها مجموع الأعراف والقواعد التي تحكم سلوك الفرد والمجموعة في ظروف معيّّنة. وبالتالي هي من يحدّد إن كان تصرّف
ا ما أمرا جيدا أو سيّئا، محبّبا أو مستهجنا. والأخلاق تحكم تصرّف الفرد كما تحكم تصرّف المجموعة سواءً تجاه فرد أو تجاه مجموعة أخرى. وبالتالي الديمقراطية الحقيقية والقّحة ليست مجرّد صناديق انتخابات تملأ بأصوات بالإمكان شراؤها وإنما هي التزام أخلاقي قبل كل شيء. فلا ديمقراطية مع الظلم أو الوصاية أو الجريمة.
فإن كانت الديمقراطية مبحث من المباحث لنسق فلسفي عميق -السلطة والحكم- ومرّت كقيمة وكنظام وكفلسفة بأطوار
عديدة تبدأ من المدينة الأفلاطونية الفاضلة إلى ديمقراطية نبلاء روما إلى أن تحطّ الرّحال في بلاد الأنوار وتغذّي طموحات فلاسفة التنوير في عالم ما بعد إقطاعي أكثر إشراقا، فهي اليوم نظام يستورد على ظهور الدبابات. فالديمقراطية الغربية الحديثة هي آخر المحطّات لنظام بني نظريا ليجعل حياة البشر أفضل -بالمعنى الأفلاطوني- فإذا به يستحيل إلى ديكتاتورية مقنّعة. تتزاحم الأسئلة في رأسي: متى، كيف ولماذا؟ أسئلة براغماتية تحاول دفع الدهشة عنّي وقصم متن الشك في داخلي خاصة وأنا ألمح في نظر الآخر إنكارا صامتا وريبة غريبة. فهل يُعقل أن أقول عن ديمقراطية العالم الحرّ، الرّاعي للحقوق والحريات الأساسية والقيم الكونية، ديكتاتورية مقنّعة؟ ربّما لأنني كفرت بسلطة "الحقيقة" كما كفرت بسلطة "العالم المادي". فلم تعد تقارير الإعلام "الحر" تقنعني كما لم يقنعني داروين يوما بأنّ جدّي الأول قرد إبن سمكة. أتُراني قد فقدت عقلي لأنّني ربّما قد كفرت بالإلاه الأوحد في العالم السفلي، السّيد "عقل بن منطق"؟
بعد الثورة الفرنسية، أخذ المجتمع الغربي بصفة عامة في التحوّل. فكانت الثورة الصناعية وبداية عهد الديمقراطية الغربيّة. أخذت بعض الدول في التململ والتوسع وبدأ العهد الاستعماري الأوّل. وفي عقود قليلة، أصبحت بريطانيا الامبراطورية التي لا تغيب عنها
الشمس. وكان لوصيفتها الأولى فرنسا حظ وافر من الاستعباد والإستعمار في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا. وتقاسمت بقية البلدان الأوروبيّة كل حسب حجمها، بقية الغنائم من أراضي وثروات الدول الضعيفة والفقيرة في عالم الجنوب. ترافقت هذه الحركة الإستعمارية مع مجازر بشعة وحركة رقّ لم تتوقّف لقرون وتهجير ونهب منظم لثروات الشعوب وحروب دامية. وفي النصف الأوّل للقرن العشرين، كانت الديمقراطية طرفا محوريا في حربين كونيتين مدمّرتين لازال البشر يعاني من أثارهما لحدّ الآن. فكانت الفرصة متاحة لتفجير الساديّة والبربريّة التي تختزنها نفس الإنسان الذي فقد المرجعيّة الأخلاقية الملائمة. ومن صفحات تاريخ اختنق بتفاصيل الظلم والظلمات تنفجر أسئلة بديهية قلّما سُئلت: هل من المعقول أن نكنّ الإحترام لمرجعية أخلاقية سمحت باستعباد الإنسان لأخيه الإنسان بحجّة اللون أو اللغة أو التفوّق العرقي أو الحضاري؟ هل من المنطق أن نحترم ديمقراطيّة بنت بلدانها على جماجم الآخرين وثرواتهم المسلوبة؟ هل بالإمكان الثقة في نظام سمح لنفسه بالوصاية على مصائر ثلثي المعمورة؟ هل من الأخلاق تبرير العنصرية والفوقية التي عاملت بها [بعض] شعوب الشمال [بعض] شعوب الجنوب؟ ما الذي يجعل ديمقراطية التنوير والمقاومة والعلمانية الفرنسية تسرق من شعب إفريقية [تونس] 75 سنة من وجوده وتاريخه وثروته وسيادته؟ وما الذي يجعلها تصرّ على الإحتفاظ بالجزائر "الفرنسية" رغم جثث مليون ونصف مليون شهيد؟ كيف يحقّ لنا نسيان جحافل العبيد الذين حُمِّلوا قسرا في السفن ليُرحّلوا للغرب أو قضوا عند نقلهم عبر الصحراء في طريقهم لخدمة الأسياد البيض؟
انتهت الحرب العالمية الثانية باستعمال السّلاح النووي، السّلاح الأبشع والأكثر دمارا في تاريخ البشرية، ضدّ مدن سكانها مدنيون عانو كغيرهم من ويلات حرب كان الجشع والطمع فتيلها والبسطاء والعزّل وقودها. وطلع علينا ترومان ليبرّر ذلك الفعل القذر بالقول "أنّ الطريقة الوحيدة لحماية الولايات المتحدة والغرب [الديمقراطي] هي الحرب العادلة [قتل المدنيين]". ما يزيد عن ستين عاما تفصلنا عن هذه النظرية ولازالت إلى الآن ركيزة حيّة في العقيدة السياسية للديمقراطية الغربية! بُعيْد نهاية الحرب العالمية الثانية، نفّذت الإمبراطورية التي بدأ بريقها في الخفوت وعدها وأعطت لبني صهيون ما يريدون: "وطن" و"أرض". وتكفْلت بقية الديمقراطيات
بإمضاء تصريح ميلاد دولة إسرائيل [التي تحارب لليوم الهمجية الدينية الإرهابية بالعلم والمعرفة والديمقراطية] وصكوكا على بياض لتسليحها وبناء اقتصادها. وبدأ بذلك فصل جديد قديم من آلام وعذابات قطاع من البشرية [الغبيّة الغارقة في الرّمال]. أسئلة أخرى كثيرة تتراكم على هامش التاريخ وتأبى إلاّ أن تسبّب لي صداعا قطعا لست في غنى عنه فالألم هو أحد محفّزات الوعي: ما الذي يجعل دولة ديمقراطية تتصرّف في أرض على غير ملكها؟ ما الذي يجعل حكومة ديمقراطية تحرق مئات الألوف من البشر بضغطة زرّ؟ ما الذي يجعل الديمقراطيات تتصرّف بشكل لا أخلاقي؟ ما الذي يجعلها تتآمر وتعمل عمل اللصوص وقطّاع الطرق؟
تتوالى السنوات وتواصل الديمقراطيات بما فيها الديغولية الثورية الإطباق على أعناق مستعمراتها وتصل إلى حد تنفيذ تجاربها النووية على أرض هذه المستعمرات. وبالتوازي، تدعم الديمقراطية "الوريث
ة" لمبادئ الثورة الفرنسية إسرائيل بمدّها بأسرار القنبلة النووية. وتشارك بريطانيا التي تحاول جاهدة البحث لنفسها على موطأ قدم لها في عالم لم يعد يعترف بها كقوّة لا يشقّ لها غبار، "ديمقراطية التنوير" وديمقراطية بني صهيون ليكون العدوان الثلاثي. غير بعيد، تفبرك الإمبراطورية الناشئة في العالم الجديد أسبابا واهية تعلن بها حربا دموية على فيتنام وتنال شلاّلات النابالم وعواصف الفسفور الأبيض من الأخضر واليابس في بلد يكاد أهله يهلكون جوعا. وتصرف مئات بلايين الدولارات على الأسلحة ويوظّف الألوف المؤلّفة من الجواسيس والطوابير الخامسة والسادسة وحتى العاشرة وتأتي مع كل يوم أخبار اغتيالات وانقلابات وأنظمة ديكتاتورية عميلة هنا وهناك. وتتضخّم الشركات العابرة للقارات ويمتدّ أخطبوطها إلى كل مكان ويطبق على الدول الفقيرة قبل الغنيّة ويتضاعف نزيف الخيرات ودماء الفقراء والمعدمين وتنتفخ كرش الرأسمالية العالمية ويزداد جشعها. فيما تزداد الديمقراطيات إمعانا في السلوكيات اللاأخلاقية إلى أن يصل بها الأمر لدعم الإرهاب الديني لمواجهة خصم إيديولوجي! وينهار هذا الخصم الإيديولوجي في غفلة من الزمن ويبدأ البحث عن البديل: خصم جديد يبرّر للديمقراطية التصرّف بقذارة على طريقة عصابات الجريمة المنظّمة. ويتجسّد حلم الإمبراطورية [الديمقراطية] التي لا تقهر وتطلق العنان لحروب وغزوات جديدة "لنشر الحرية والديمقراطية".
لو سألنا جوقة حزب الديك وألححنا في السؤال لقالوا بأنّ الديمقراطية من واجبها الدفاع عن مصالح الأوطان ولو بطرق غير أخلاقية. ومن قال لكم أننا لم نحاول إقناع أنفسنا بهذه الفرضية على صعوبة هضمها. لكن مهلا، ألم يأتكم حديث الفصل العنصري في أعرق ديمقراطية في العصر الحديث؟ ستقولون "كان يا مكان" والدليل هاهو أسود يجلس على عرش العالم! ولكن من أجلسه على ذلك المقعد غير رهبان وأحبار وال ستريت؟ ثم ألم يأتكم حديث كاترينا؟ وحديث الجنود السود الذين أرسلوا للحرب في أفغانستان والعراق؟ وحديث الهنود الحمر الذين أبيدوا بلا ذنب؟ وحديث شباب الأحواز في عاصمة الأنوار؟ ألم يبلغكم أيضا حديث المرأة المستغلّة جسدا، تعمل أكثر من الرجل وتتقاضى أقل منه؟ وحديث الحريات التي كلّما ضاقت في ميدان توسّعت جنسيا؟ وحديث "المظلات الذهبية" ولوبيات الإعلام والصناعة العسكرية والدوائر المالية وغيرها؟ وما هذا سوى قليل من كثير...


مقتطفات من خطب قسّيس أمريكي
(النسخة الإحتياطية هنا)


حديث مع لويس فرخان
(النسخة الإحتياطية هنا)


محور الأخيار
(النسخة الإحتياطية هنا)

وتتوالد الأسئلة وتتكاثر كالجراد حول هذه "الديمقراطية النموذجية" التي ترتكز على نظام أخلاقي وقيمي متصحّر. كثيرا ما يتهمنا زعيم حزب الديك بعدم مناقشة الأفكار فهل يتنازل هذه المرّة قليلا ويفسّر لنا الأسباب وراء تصحّر المنظومة القيمية للديمقراطية التي يريد استيرادها لنا؟ هل بإمكانه أن يكلّمنا عن فوائد أخرى لديمقراطية الدبابات غير مسابقات العري الفني والحرّية الجنسية، التي انتدب نفسه ليروّجها لنا عوضا عنها؟
أشك في أن تكون له أو لأحد من جماعته الشجاعة والشرف الكافيين للإجابة بأمانة على هكذا أسئلة. فنحن لم نتعوّد منهم إلاّ الصياح ولعب دور الضحية والتشهير لا أكثر. ولكنّني على الأقل متأكدة من أنّ الصفاقة والصلف والوقاحة هي أبرز عوارض فساد الأخلاق.
تحياتي،

كتبت هذا النص: تانيت، عبق التاريخ في الاثنين، أفريل 13، 2009

10 تعليقات

  1. Big Trap Boy يقول:
  2. توّة الليبراليين ما يعجبوكمش واليساريين كيف كيف، والديموقراطية ماكمش مقتنعين بيها برشة، وبالطبيعة ماكمش خوانجيّة


    زعمة تكونوشي ملاهط؟؟


    ههههههههههههههههههههههههههه

     
  3. عالسلامة تانيت،
    زارتنا البركة! طولت بغيابك حتى قلت بالكشي قلبت الفيستة هههه
    أيا مرحبا بيك في محلك ويعطيك الصحة على هالتدوينة الهايلة
    توة فهمت علاش "اللي يستنى خير ملي يتمنى" ههه. وان شاء الله ديما في فورمة.
    بربي نقطة أخيرة، هاك الموضوع قاعد يستنى راهو. شوفلي حل يعيشك.

     
  4. عليسة:
    شكرا جزيلا لك. بالنسبة للحل، بادري وستجدينني متعاونة.
    تحياتي

     
  5. حتّى طواحين الهواء لا أجدها تبا لكم ،

    هل يعقل أن تكونوا بهذا الفراغ ؟


    كنت أعلم أن التدوين مرحلة كيخوتية بلذة استمناء لكن عندكم حتى طواحين الهواء لا أجدها

    أيعقل أن يكون ما خرجتم به هو
    "ديمقراطية" تمرّ عبر فرج فتاة شابّة في عربة مترو تائهة في الزحام أو "حقوق إنسان" تمارس برشفة نبيذ معتّق في مكتب حكومي فخم يتقاسمها الموظف الخمسيني مع سكريترته الحسناء"

    أو

    "لّ أهدافه امرأة ينكحها وكأس يتجرّعه في رشفة واحدة في أيّ مكان يريد دون أن يقام أذان يزعج نشوته أو يرى محجّبة تذكّره بأنّ للكون ربّ يمهل ولا يهمل وأنه لا ريب ملاقيه ولو بعد حين!"

    ألم أقل لكم تفكيركم الذكوري المنحط يفضحكم فكونوا أكثر ذكاءا

    أية محجبّة هذه ستذكّرنا أن للكون ربا ؟ هل صار الحجاب لوحة اشهارية للترويج لسلعة هي الدين، ثم ان كنت - أنا مثلا- لا أومن بهذا الرب الأحمق مثلكم فهل سيذكرني به حجاب فتاتكم أم يذكرني بذلها و كفنها حية و اختزالها في فرج ،

    و لو كان دائي في فرجي مثلكم ألاتكون منظومتكم الأخلاقية الإسلامية هي الأنسب لي كرجل من حقّي أن أنكح ما طاب لي من النساء - لاحظوا الصياغة الفصيحة لمحمد في قرآنه كيف يستقطب اتباعه، بالماخور السماوي مرة و بالارضي مرة، كيف يقول لهم نيكوا ماتشاؤون من الماشية عفوا النساء - و ما ملكت أيماني ، و كل أنواع النكاح و التمتع حتى بالرضيعة و حقي على زوجاتي اللواتي لولا أنه لا سجود لغير الله لأمرن أن يسجدن لي

    و هل غاب النبيذ يوما عن حضارتنا العربية الاسلامية و في القرآن أخرجه الله لنا سكرا و رطبا في الدنيا و أجرى لنا به أنهارا في الجنة ، و هل جنة محمد سوى حور عين بغشاء بكارة جديد بعد كل نيكة - هوس العذرية - و فرج لا ينثني - عقدة الإخصاء - و أنهار خمر ... أرأيتم أنكم ترون الأمور من وجهة نظركم و تسقطون ما بكم على غيركم

    و هل السكرتيرة العشرينية في مكتب الموظف الخمسيني أبو كرش ستكون محمية في منظومتكم الأخلاقية؟ بالزواج العرفي أو بزواج المتعة ؟ آه نسيت الزواج حلال، دعارة شرعية ،

    و تتكلمون عن الأخلاق

    ثم من زعيم حزب الديك هذا ؟ وجدت كلاما لي مشار اليه هنا لكني لم أك يوما زعيما لشيئ و لا تلزم أفكاري سواي، و لا أعتقد أني استحق لقب زعيم كو كلوس كلان و أنا الذي لا أزدري شيئا كالفاشية مهما كان مصدرها و كالعنصرية مهما كانت مبرراتها

    عن أية أخلاق تتحدثون لنعلم محلها من إعراب الديمقراطية

    هل الإسلام أصلا أخلاقي ؟ حين يأمرك أن لا تبدأ مواطنك بالتحية و أن تضيق عليه الطريق و أن يعطي الجزية عن يد و هو صاغر، فهل هذه توصيات أخلاقية ؟ مذا؟ حشرت هنا كلمة مواطن في نص يعود لالف و اربع مائة سنة لم تكن المواطنة تعني فيه شيئا ؟

    الأخلاق متغيرة إذا بتغير المنظومة القيمية ، فما القيم الغاية عندكم و ما الأخلاق النتيجة ،

    أفيدونا أفادكم الله و ما الديمقراطية أصلا و لم نحتاجها ؟

    هل مدونتكم هذه حتى أخلاقية لتعطوننا دروسا في الأخلاق ؟

    السؤال عندكم أصلا هل نحتاج ديمقراطية و أية ديمقراطية ؟

    هل تعني حقوق الإنسان لكم شيئا ؟ هل يعني تطور الزمن لكم شيئا ؟ هل يعني العلم - لا الدعوذة - لكم شيئا ؟

    ما علاقة حزب الديك بكل الجرائم و الحروب التي ارتكبتها الديمقراطيات الغربية و التي تنفون عنها بجرة قلم ميزة الأخلاقية ؟

    أسألوا اللاجئين فيها بالملايين المتمعشين من خير دافعي الضرائب المتمتعين بالحرية التي تضمنها لهم العلمانية الغربية و الديمقراطية الغربية و الذين يبنون مسجدا في كل شارع و أمام كل كنيسة بل أمام الفاتيكان نفسه و يخرجون بعد ذلك في مظاهرات تنادي بسقوط الغرب الذي آمنهم من خوف و أطعمهم من جوع ،

    الغرب الذي قاوم البابا و الغى حقيقة تاريخية هي الجذور المسيحية لأوروبا في الدستور الأوروبي ، في حين يطالب المسلمين فيه بتطبيق شريعتهم الهمجية يساندهم في ذلك اليمين المتطرف الذي يرى فيهم نصف بشر بنصف حقوق من الطبيعي مثلا أن تشبع الزوجة ضربا على يد زوجها لأنها مسلمة

    هل الضرب أخلاقي يا ثلاثي أضواء المسرح/الطابور ؟

    ما رأيكم في آية و أضربوهن ؟

    ثم ما حكاية العري هذه و الديمقراطية على دبابات ؟ ما كل هذا الخلط و هذه التلميحات ؟ هل تشكون اليوم أني احمد الجلبي أو عبد العزيزالحكيم ؟

    دعكم من النميمة و التدوينات الفضائحية فهي أيضا غير أخلاقية

    و دعكم من الفن و قيمه أمامك دهور و دهور لتدركو معاني العري الأخلاقية في زمن الخصيان المسخ هذا


    صدقوني نصكم هذا عرّاكم أكثر مني ، فأنا أساسا من أول يوم جئت عاريا أنادي بالعري و الصرمحة و شعاري النكاح

    أما انتم فتدافعون عن منظومة استبدادية لا أخلاقية باساليب لا أخلاقية ، بل فارغة، تبا لكم و لا حتى طواحين الهواء، كيخوت الوهم لا يجد حتى الوهم

     
  6. http://exmouslem.blogspot.com/2009/04/blog-post_14.html

     
  7. faouzi يقول:
  8. لعل من ايجابيات فضاء التدوين التونسي، انه أبان عن نتائج عمليات الاقتلاع والإلحاق بالغرب والتشويش الذهني، التي أخضعت لها تونس منذ نصف قرن، فكان أن انجر عن ذلك أجيال يمكن تسميتها بأجيال الضياع او الانبتات، تتميز بالتشويش الذهني والاضطراب، لا تحسن حتى التمكن من أبجديات التعبير عن الأفكار دعك من التزامها بمبادئ.

    ولعل السيد "بيق تراب بوي" يمثل ابرز عينة لجيل الانبتات في الفضاء التدويني التونسي، فانا كلما قرأت له، تأسفت عن حالنا بتونس وما ألنا إليه، على افتراض ان السيد "بيق" ذو مستوى تعليمي عال ولا شك.

    ماانفك السيد "بيق" يجهد نفسه لإثبات انه سيئ الخلق وكونه صاحب تمكن من مصطلحات العالم السفلي، والحال ان هذا الجانب يمثل الحد الأدنى المشترك بين حثالة اي مجتمع وسقط متاعها، وما عرف ان المسالة كانت يوما ما مناطا للتفاخر، وانما الناس الاسوياء، تمضي لاثبات تخلصها من تلك العوائق الصبيانية المنحطة، وتبرهن على تملكها لمستويات تكتسب بفعل التجربة والنضج والمستوى التعليمي، بحيث تنتج فكرا ومنهجا حين عرض ذلك الفكر، اما الفوضى في شرح الافكار والاسراف في فاحش اللفظ، فهو شيئ غريب لا يمكن فهمه الا اذا عرفنا الطريق الذي مر به هؤلاء، وهو طريق الاقتلاع والالحاق بالغرب الذي سبغ المنظومة الثقافية والتعليمية بتونس.

    رجوعا للسيد "بيق" أقول، طيب قد عرفناك متمكنا مما أردت تمريره، وعرفناك منعدم الخلق، ولكن بالمقابل، هل أبنت لقرائك على حد ادني من تملك الأفكار، حتى يناقشك الناس، هل اثبتّ على انك صاحب فكرة مثلا، هل شرحت مسالة بشكل سليم؟

     
  9. mtarka يقول:
  10. أزال المؤلف هذا التعليق.  
  11. غير معرف يقول:
  12. Tanit

    Brilliant
    Thank You

     
  13. فوزي و تايقر:
    شكرا لكما على التشجيع والمرور

     
  14. مطرقة:
    هل بإمكانك تفسير كلامك والدفاع عن هذه التهم التي تسوقها بالجملة
    خطاب قاتل، غير أخلاقي، غير لائق، وهلم جر
    وهل بإمكانك تفسير كيف أننا لا نعرف بأي موضوع نتحدث وكيف أن خطابنا غير متناسق؟
    أتمنى أن ألقى منك إجابة ترضي فضولي وألا تهرب من الموضوع كما فعل غيرك.

     

الحرب الإفتراضية على الإسلاموفوبيا

وكالة أنباء الحرافيش


حرب الحرافيش على شهر رمضان المعظّم: حرفوش برلين الملقّب ب"الفنان" يشوّه مقالا مسروقا ليدعم ما يقول عنه أنّ "فريضة الصيام تزيد في ارتكاب الجرائم لدى المسلمين" | محبوبة غايت: الحرفوش الجنّي يعلن النصر من طرف واحد على من وصفهم بالأطراف الظلامية وأعداء الحياة | جبهة الإعتلال: إختلاق أخبار تقول بإمكانية العودة إلى نظام تعدد الزوجات في بلد الياسمين | حملة الحرافيش على الحجاب: الحرفوش الغبيّ ينشر رسالة منقولة عن أحد رموز الصف الثاني للطابور الخامس تحذّر من انتشار الحجاب على الشواطىء ويطالب بمنع ما وصفته الرسالة بزيّ البؤس والحزن والموت ورمز الفراغ والقبح والتوحّش | مواقف الحرافيش: الحرفوش الفيّاش يصدر بيانا يدين فيه من أسماهم بجماعة "عمّار الأخضر" ويطالبهم بالإعتراف ببطولاته وأمجاده في الدفاع عمّا وصفه بحرّية التعبير ويذكر أنّ هذا البيان قد لاقى صدى واسعا لدى الحرافيش وجبهة الإعتلال حيث أعلن عدد كبير منهم دعمهم لما جاء في البيان ولحرّية الفيّاش الفكرية | إعلانات متفرّقة - شراء: أعلن الحرفوش الهالك عن صدور كتاب له ودعى كل المدوّنين إلى شرائه عبر النت | إعلانات متفرّقة - كراء: أعلن حرفوش برلين عن بتّة عموميّة لكراء عقار على ملكه كان يستغلّه كمصبّ للفضلات | شؤون المرأة: أصدر الحرفوش الغبيّ بيانا موقّع من طرف جماعة غير معروفة يعلن فيه كفره وتمرّده على ما أسماه ب"دولة الذكور" | أدب الحرافيش: حرفوش التراث يصدر معلّقة بذيئة في هجاء "مدوّني البترودولار"

مدوّنتنا على الفايسبوك

زوّارنا